مع انحسار "عاصفة" نشر القوات لمضمون اتفاق ​معراب​، انتقل رئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​ من ضفة "استيعاب" صدمة تسريب المضمون الى ضفة الهجوم "التكتيكي" المنظم، اذ تؤكد اوساط قيادية في التيار ان "تكتل ​لبنان القوي​" سيجتمع اليوم على غرار عادته كل ثلاثاء وسيكون على رأس اولوياته تفنيد ملابسات كل ما جرى منذ "اعلان النوايا" في ​الرابية​ حتى توقيع "اتفاق معراب" في معراب. وتشير الاوساط الى ان التكتل سيصدر بياناً مفصلاً عما جرى وسيؤكد على نقاط هامة واساسية نسيها او تناساها كل من تنطح من القواتيين لمهاجمة التيار والتكتل والوزير باسيل والعهد.

وتشير الاوساط الى ان لا عودة الى الوراء فيما خص ​المصالحة المسيحية​ التاريخية وهي لم تعد ملك لا التيار ولا القوات ولا يمكن التخلي عنها لانها صارت ملك الجمهورين والناس وترسخت في الوجدان المسيحي والماروني والوطني ونحن في التيار والعهد والتكتل ملتزمون بالحفاظ عليها وصونها.

وتلفت الاوساط الى ان اتفاق معراب سياسي وليس مرتبطاً بالحكومة او تأليفها اي ان لا علاقة بالاتفاق بعقدة تمثيل القوات التي يراها العهد والتكتل وباسيل مسألة مضخمة وحلها بتوحيد معايير التشكيل فقدر التمثيل النيابي يكون عدد الوزراء وهو امر ينسحب على ​الحزب الاشتراكي​ ولا يمكن حصر كل ​الدروز​ فيه وبالوزير جنبلاط.

وتؤكد الاوساط الى ان التباينات طبيعية وموجودة بين الاحزاب وبين فريق وآخر وهي عادية وموجودة في علاقة القوات والتيار لكن ما حصل خيراً هو انفجار لتراكمات سابقة. فمنذ اللحظة الاولى لم تلتزم القوات بالاتفاق ولم تحترم تعهداتها فيما خص حماية العهد ودعمه وكذلك الاستمرار في تسمية السني الاقوى اي الرئيس ​سعد الحريري​ فكيف نفسر هذا الدعم بالتآمر لاحتجازه في ​السعودية​؟

وتضيف في الحكومة ايضاً فبدل التعاون الوزاري وجدنا معارضة قواتية لوزراء التيار واتهامات وعرقلات وتكبيل في المشاريع فأين التعاون المشترك؟

وتشير الاوساط الى ان اتفاق معراب قد تضرر بالممارسة قبل النشر وحكماً بات في حاجة الى اعادة نظر وهو ما سيتم خلال فترة وجيزة اذ يحضر للقاء بين الوزير باسيل والدكتور ​سمير جعجع​ لوضع النقاط على الحروف وبث الروح في الاتفاق واعادة صياغة مضمونه وبنوده وتحصينها بخطوات عملية وهو قابل للحياة من جديد ولا شيء يمنع من ذلك.

في المقابل تؤكد الاوساط نفسها المعلومات التي تتردد عن سعي ​بكركي​ لجمع التيار والقوات و"عرابي" الاتفاق الوزير ​ملحم رياشي​ والنائب ​ابراهيم كنعان​ في حضور البطريرك الماورني ​بشارة الراعي​ وتشير الاوساط الى ان الموعد لم يتحدد بعد كما لم يتحدد من سيحضر اللقاء او مضمونه لكنها تشير الى تبلغ قيادة التيار بمساع يقوم بها البطريرك الراعي لتهدئة الامو وضبط الاعلام والشارع وتحضيره للقاء "تهدئة" و"غسيل قلوب" بين الطرفين وهو امر متوقع حدوثه في وقت ليس ببعيد.

وفي ردود الفعل على نشر مضمون الاتفاق رداً على تنكر باسيل لبعض بنوده وخصوصاً في توزيع الحصص الحكومية للقوات والتيار، تؤكد الاوساط اننا لم نتبلغ من ​حزب الله​ اومن اي جهة حليفة اي ردود فعل او تعليقات لا سلبية ولا ايجابية ولكن الامورستأخذ بعدها الطبيعي بالقنوات المعتادة والمعتمدة بين الطرفين.