أشار رئيس "الحزب ال​لبنان​ي الواعد" ​فارس فتوحي​، في نداء وجّهه إلى أهالي ​كسروان​، إلى أنّ "لعلّها صرخة من القلب تنادي ضميرنا الوطني، وأكثر من نداء، أتوجّه بها إلى أهلي الكسروانيين، فاعليات ومسؤولين ومواطنين. لا بل صرخة واجب فرضتها علينا الظروف، ولا بدّ لنا أن نلبّي الواجب ونقف وقفة موحّدة يدًا بيد"، مشدّدًا على أنّه "أصبح لا بدّ من وقفة جامعة، لا تميّز بين فقير وغني، بين مثقّف وطالب علم أو ممّن خانته ظروفه، لا تميّز بين من غلبته زحمة الساحل ومن يعيش ترف الجبل ونسيمه العليل؛ كلّنا سواسية في قضية فُرضت علينا واحتلت سلّم أولوياتنا".

ولفت إلى أنّ "لكسروان همومها اليومية، وتلك المتوارثة من جيل إلى آخر. ولكن مهلًا، ثمة مسألة أكثر أهمية تستدعي أن نضع جانبًا كلّ أزماتنا الإجتماعية والمعيشية والاقتصادية على أهميتها، وهي ​النزوح السوري​"، موضحًا أنّ "وجود ​النازحين السوريين​ بيننا أضحى عبئًا أثقل من قدرتنا على التحمّل. باتت أكتافنا توجعنا، وأصبح لا بدّ من معالجات سريعة تحفظ لنا كرامتنا، حقوقنا ومصالحنا".

ونوّه فتوحي إلى أنّ "لا حاجة لاستعادة شريط الأعباء الإقتصادية الّتي يتكبّدها لبنان بمناطق الاستضافة كافّة، ومنها كسروان جراء الكثافة السكانية السورية على أرضه. ​البنى التحتية​، التعليم، الطبابة، الكهرباء، فرص العمل، الخدمات العامة... أصبحت الأرقام كارثية تعبّر عن عجز لبنان عن الإستمرار في سياسية "الحضن المفتوح" إلى ما شاء الله"، مبيّنًا "أنّنا لسنا بصدد تحميل النزوح السوري "جريمة" الأزمة الاقتصادية في لبنان ولا ذنب الدَين العام الّذي يفوق قدرة لبنان على مواجهته. لكنّنا بلا شك نحمّله جزءًا من التدهور الّذي يحصل والانهيار إذا ما وقع".

وركّز على أنّ "الدول الغربية تضع يدها على جرحنا ولكن من دون أن تبادر إلى مساعدتنا. كلّ ما يهمّها هو إبعاد خطر النزوح عنها عبر تعزيز وجود النازحين حيث هم. ونحن على الله وعلى خلافاتنا، متّكلون"، متسائلًا "ألم يحن الوقت لنتّكل على أنفسنا وإرادتنا؟ ألم تحن الساعة لنبعد خطر الأيام المقبلة؟ بعض النازحين، ولا نقصد التعميم، مستفيد من كلّ التقديمات الّتي تتوّفر له، سواء لناحية المسكن وفرصة العمل والمساعدات الدولية، وقد يجد نفسه صار جزءًا من النسيج اللبناني ولا تعنيه العودة إلى أرضه".

وأكّد فتوحي أنّ "بعد مرور أكثر من سبع سنوات على اندلاع ​الحرب السورية​، لا ضرورة بالتذكير بتجربة اللجوء الفلسطيني إلى لبنان، فالعودة الفلسطينية حقّ نسعى جاهدين لتكريسه وتطبيقه من خلال رفض ​التوطين​. فدعونا لا نبلغ يومًا نطالب فيه برفض التوطين السوري. دعونا نفكر سويًّا كيف نساعد السوريين للعودة إلى بلادهم آمنين سالمين مرفوعي الرأس"، موضحًا أنّ "لهذا، يرفع "​الحزب اللبناني الواعد​" الصوت عاليًا لنكون صرخة واحدة ويدًا واحدة بقلب واحد. فلنكن قوة شعبية فاعلة قادرة على الضغط على ​الحكومة​ العتيدة لكي ترفع قضية النزوح إلى مرتبة القدسية وتبادر فورًا إلى وضع معالجات سريعة وجدية من خلال التنسيق مع ​الدولة السورية​ كونه المعبر الإلزامي للحل".