تؤكد اوساط نيابية بارزة في ​كتلة التنمية والتحرير​ ان زمن التأليف ليس مفتوحاً الى ما شاء الله ولم يعد بالامكان البقاء في "ترف" التأجيل والتسويف والمراوحة. وتقول الاوساط ان تمسك الرئيس ​نبيه بري​ بتكليف الرئيس ​سعد الحريري​ والوقوف الى جانبه ومساعدته لتمكنه من التشكيل لا يعني القبول مطلقاً بالتعطيل والمراوحة وايقاف البلد كرمى لهذا الطرف او ذاك.

وتقول الاوساط مر شهر ونصف على التكليف وحتى اليوم لا نزال في المربع الاول فالعقد على حالها والمشكل يكبر مع إصرار كل طرف على مطالبه فكل صاحب مطلب عرض ما عنده ورماه في عهدة الرئيس المكلف ومشى. وتضيف ما نلمسه ان لا احد مهتم في ايجاد حلول او التنازل او التواضع في مطالبه. وتؤكد الاوساط ان الرئيس بري مستاء مما يجري ويقول امام زواره انه لن يترك الامور على "غاربها" ومتمسك بمواقفه الداعية الى تسريع التأليف وامس قبل اليوم وغداً ويرى ان المراهنة على مهلة زمنية طويلة مشابهة للحكومات السابقة والتي استغرقت 10 و11 شهراً ليس مناسباً للظرف الحالي والاوضاع في البلاد لا تحتمل التأجيل والتراخي.

وتقول الاوساط ان الرئيس بري لن يجدد مهلة الـ48 ساعة التي اعلن عنها قبل الدعوة الى جلسة عامة لمناقشة ما يجري كما لن يرضى بتعطيل المجلس عبر تأجيل انتخاب اللجان النيابية وهو متمسك بكامل صلاحيته وسيقرر اليوم مصير الدعوة مع انتهاء مهلة الـ48 ساعة وهو لن يوقف دعوته الى الجلسة الا بناء على معطيات ملموسة في التأليف. وحتى الساعة لا جديد في التأليف ولا شيء في الافق يوحي بتزييت جديد وسريع لمحركات التأليف وتتقاطع معلومات الاوساط المقربة من رئيس المجلس النيابي مع معطيات اخرى تؤكد ان اي استئناف لمشاورات التأليف ينتظر "تبريد" حماوة الاشتباك المفتوح بين الوزير ​جبران باسيل​ والدكتور ​سمير جعجع​. وفي الاطار زار البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ ​قصر بعبدا​ امس والتقى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في إطار مسعى للتهدئة بين التيار والقوات تمهيداً للقاء بين جعجع وباسيل في نهاية الاسبوع بعد اللقاء المزمع عقده الخميس في ​بكركي​ بين الوزير ​ملحم رياشي​ والنائب ​ابراهيم كنعان​ بحضور الراعي.

وفي هذا الاطار تقول الاوساط النيابية في كتلة الرئيس بري ان ما وصل الى ​عين التينة​ من اصداء عن مشكل القوات والتيار سلبي جداً وانه كبير من ان يحل بجلسة بين جعجع وباسيل وهو الامر الذي عكسه الرئيس الحريري في لقائه مع الرئيس بري امس والذي وضعه في صورة قراره ونيته في رفع الصوت مجدداً واستعمال كل الادوات المتوفرة للانتهاء من التأليف في حين عرض الحريري لمشاوراته وكيفية تحريك "المياه الراكدة"، وتؤكد الاوساط ان اللقاء كان استشرافياً للوضع الحكومي ولم يكن لدى الحريري خريطة طريق للحلول.

في المقابل تؤكد اوساط مطلعة في الثنائي الشيعي ان ما يجري من كباش بين باسيل وجعجع والنائب السابق ​وليد جنبلاط​ ليس وحيداً بل هناك كباش كبير بين الرئيسين ميشال عون والحريري على التأليف والصلاحيات وبينهما هناك توتر بين باسيل والحريري وهذه امور تحتاج الى متابعة وحل لتسهيل التأليف فكل هذه الامور تعرقل التشكيل ويتلطى وراءها الرئيس المكلف لتبرير التأخير.

وفي انعكاس للخلاف بين عون والحريري لمّح نائب رئيس ​مجلس النواب​ ​ايلي الفرزلي​ المحسوب على عون ومن حصته النيابية، الى "طريقة" دستورية لسحب البساط من تحت الحريري وهي ان يعمد مجلس النواب الى سحب الثقة من الرئيس المكلف اذا عجز عن التأليف السريع باكثرية الثلثين وهي مؤمنة اذا اتحدت كتلة ​8 آذار​ والثنائي الشيعي مع كتلة عون والتكتل البرتقالي وهذا التلميح يؤكد وجود "همس" داخلي بأن الحريري يتعمد التباطؤ وتأخير الحكومة لوجود مصالح وضغوط اميركية وسعودية وهذا امر يراه الرئيس بري و​السيد حسن نصرالله​ والرئيس عون امراً خطيراً وسلبياً وسيكون ثمنه باهظاً اذا استمرت المراوحة الحالية.