شهدت مدينة ​النبطية​ اجتماعات متلاحقة للنازحين السوريين، لتسجيل أسمائهم للعودة الطوعية والآمنة إلى الأراضي السورية، بدعوة من رابطة العمال السوريين، وتحديداً اللقاء الجامع في كفرتبنيت حيث تخطى عدد الحضور فيه الـ500 سوري، لكن من تسجل ويرغب بالعودة منهم لم يصل إلى 100، في حين تذرّع البعض بأن منزله مدمر وبأن فرص العمل معدومة في سوريا، بينما تحجّج البعض الآخر بـ"كسر" إقامته أو بانجابه أطفالاً في لبنان غير مسجّلين في قيوده الشخصيّة، أو بتوقف الأمم المتحدة عن تزويده بالمساعدات، فكان لا بد من تطمينات من المعنيين بتسوية أوضاع المخالفين بالاقامة في لبنان، والسعي لتأمين مساكن لمن دمرت منازلهم في سوريا.

وعلمت "النشرة" أن الرابطة افتتحت مكتبين لتسجيل أسماء النازحين الراغبين بالعودة الطوعية في النبطية، على أن تفتح مكتباً آخر في ​مرجعيون​ للغاية ذاتها، وهي مكاتب مختلفة عن تلك التي افتتحها "​حزب الله​" في النبطية وصور والعديسة وبنت جبيل، والتي باشرت عملها منذ فترة بتلقي الاتصالات الهاتفية والاستفسارات ممّن يرغبون العودة، واستكملتها بتسجيل الأسماء لمن يودون بالعودة، وهي تنسق مع الدولة السورية والأمن العام اللبناني.

في هذا السياق، أشار النازح السوري محمد عبد علي من أبناء ادلب، في حديث لـ"النشرة"، إلى محظورات تمنع عودته مع عائلته، كون ريف ادلب ما زالت تحت سيطرة المسلحين الارهابيين، لافتاً إلى أن الاجتماع، الذي دعت اليه الرابطة للنازحين السوريين في الجنوب، كان حاشداً، مؤكداً أن الذين سجلوا أسماءهم هم من حلب وريفها واللاذقية والشام وبصرة الحرير والمزيربات ومقام السيدة زينب ودمشق.

من جانبه، أشار موسى الجاسم إلى أن البعض، من الذين لم يسجلوا اسماءهم، هم مترددون وخائفون من عدم الاستقرار الأمني في بلداتهم، ومن عدم توفر فرص العمل لهم حيث يعملون في لبنان في قطاعي الزراعة والبناء ويتلقون مساعدات من منظمات الأمم المتحدة، مؤكداً أننا "تلقينا كل التطمينات بأنهم سيتكفلون بتوفير فرص العمل وتأمين المنازل وتسوية أوضاعنا مع ​الامن العام اللبناني​ لمن كُسرت اقامته، بالإضافة إلى تسجيل الاطفال الذين ولدوا في لبنان لدى السفارة السوريّة في بيروت".

كما لفت رائد المصري، من ريف حلب، إلى أننا "سمعنا كلاماً مشجعاً على العودة، لكننا نخشى عدم توفر العمل والمدارس لأولادنا، في حين أن المنازل المدمرة لا نستطيع السكن فيها خلال الشتاء، كما أن هناك مطلوبين ممن حضروا بتهم حمل السلاح أو الإنتماء لـ"الجيش السوري الحر"، خصوصاً من أبناء درعا وريفيها الغربي والشرقي"، موضحاً أن "هؤلاء يترددون في العودة قبل العفو عنهم.

على صعيد متصل، أوضح محمد مصطفى من دير الزور، وهو كان قد قصد مكتب "حزب الله" في النبطية، أنه تبلغ بأن النازح السوري بعد أن يحضر إلى المكتب يملأ إستمارة، على أن تُجمع الاستمارات فيما وترسل الى المعنيين في سوريا، ليصار بعدها الى التواصل بالأمن العام من أجل تجهيزهم للعودة الآمنة والسليمة"، في حين أشار محمود عطية، الذي استفسر عن آلية العودة في مكتب "حزب الله" في النبطية أيضاً، إلى أنه تبلغ بأنها دعوة للنازحين لفتح باب التسويات وازالة كل العوائق والأسباب التي لدى البعض، من مخاوف تحول دون تفكيرهم بالعودة إلى الأراضي السورية.

على خط مواز، دعت بلدية ​صريفا​ الجنوبية، في بيان لها، النازحين في البلدة إلى تسجيل أسماء من يرغب منهم بالعودة ألى سوريا، ومن المتوقّع أن تحذو بلديات أخرى حذوها، لتخفيف عبء النزوح عنها والحدّ من الضغط الذي شكلّوه على البنى التحتيّة، لا سيما الكهرباء والمياه، خلال السنوات السبع الماضية.