أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية بـ"أن الرسالة شديدة اللهجة التي بعث بها وزير الخارجية ​اليمن​ي ​خالد اليماني​ إلى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال النائب ​جبران باسيل​، المتضمّنة احتجاجاً على ممارسات "​حزب الله​" وتورّطه في الحرب التي تخوضها جماعة الحوثي، المرتبطة بالمشروع ال​إيران​ي في اليمن ضد الشرعية في البلاد، تعبير عن تراكم ضخم من التدخلات التي يقوم بها الحزب في إذكاء الصراع، خاصة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصر الله​ لم يخف هذا التوّرط، بدليل أن آخر خطاباته تمنّى فيه أن يكون جندياً مقاتلاً في الساحل الغربي لليمن تحت إمرة من سمّاه القائد الشجاع ​عبد الملك الحوثي​، حتى أن مراقبين سخروا من هذا الموقف، معتبرين أن حسن نصر الله مستعدّ لترك حدود بلاده أمام ​إسرائيل​ مقابل القتال في اليمن".

ولفتت إلى انه "لم تكن رسالة اليماني إلى الخارجية اللبنانية إلا تأكيداً على أن تدخّل ميليشيات "حزب الله" في دعم الانقلابيين ​الحوثيين​، قد ازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة، حيث اتخذ هذا التدخل صوراً وأشكالاً عدة، من بينها الدعم التسليحي للحوثيين، فضلاً عن الدعم بالخبراء والمال والإعلام، وقد أعلن ​التحالف العربي​، المؤيّد للشرعية اليمنية مؤخراً، مقتل العديد من عناصر "حزب الله" في المعارك التي تدور منذ أشهر في الساحل الغربي، ما يعدّ دليلاً إضافياً على هذا التدخّل.

لم يكن خافياً على أحد حضور "حزب الله" في الشأن اليمني منذ ما قبل سقوط نظام الرئيس السابق ​علي عبد الله صالح​، لكنه تحوّل إلى ما يشبه الديناميت القابل للانفجار في كل وقت، خاصة منذ تنفيذ ميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلاب ضد الشرعية بقوة السلاح في‏ أيلول من عام 2014، فمنذ ذلك العام، نشط "حزب الله" في اليمن بشكل لافت، وبات يستضيف قنوات إعلامية تابعة للانقلابيين في ​الضاحية الجنوبية​، في أوضح تدخّل ضد اليمن وشرعيته الدستورية، ولا يكتفي باستضافة القنوات الإعلامية التابعة للانقلابيين ومؤيديهم، بل حوّل ​بيروت​ إلى مركز استقطاب للقيادات الحوثية، ومنطلق لتحركاتهم مع الخارج".

وأشارت إلى انه "لم يفت الخارجية اليمنيّة في رسالتها إلى نظيرتها اللبنانية التأكيد أن دعم الحزب لميليشيات الحوثي الانقلابية ظهر جلياً في الكلمة المتلفزة للسيد نصر الله أواخر الشهر الماضي، بتحريضه على قتال ​القوات​ الحكومية، ما اعتبره اليماني تدخلاً سافراً في شؤون بلادي الداخلية، بما في شأنه الإضرار الكبير والفادح بمصلحة اليمن العليا وأمنه القومي وتأجيج نيران الحرب التي سيؤدي استمرارها إلى زعزعة ​الأمن​ والاستقرار في المنطقة وكبح السلوك العدواني لـ"حزب الله" في اليمن، الذي طالب به اليماني نظيره اللبناني، أحد المطالب المهمة للسير في تسوية الأزمة، إذ إن الدعم الذي يقدّمه :حزب الله" الإرهابي للميليشيات الإيرانية في اليمن يُطيل من أمد الحرب ويزيد من أوجاع أهله، ومن المفارقات أن حسن نصر الله في الوقت الذي يطالب فيه بوقف التدخلات الخارجية في الشأن اليمني، فإنه يصمّ أذنيه ويغلق عينيه عن تدخلاته ودولة إيران في الصراع القائم، لأن الحرب لم تقم إلا لمواجهة مشروع إيران وأجندتها التخريبية في المنطقة".