بارك مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ إعادة فتح كلية خديجة الكبرى وبعض مدارس المقاصد في المناطق اللبنانية، متوجها بالشكر والتقدير لرئيس ​جمعية المقاصد​ وأعضاء مجلس الامناء على القرار الحكيم بإعادة فتح كلية خديجة الكبرى ومدرسة المقاصد في ​الصويري​ و​القرعون​، وقال: ان شاء الله سوف يتم فتح كل المدارس المقاصدية التي طالها قرار إقفالها المؤقت بحكمة وروية وهدوء وبعناية ولكن يحتاج الأمر الى الصبر

وحذر خلال رعايته حفل تخريج 373 طالبا وطالبة في الصفوف النهائية في ثانويات ومعاهد جمعية المقاصد تحت شعار "فجر متجدد"، مِنْ تَفْرِيغِ الشَّرقِ الأوْسَطِ مِنَ المَسِيحِيِّين. ذلكَ أنَّهُ لنْ يَكُونَ هُناكَ شَرْقُ أَوْسَطٍ مِنْ دُونِ المَسِيحِيِّينَ الشَّرْقِيِّين، الذينَ نَتَعَايَشُ مَعَهُمْ في وَطَنٍ وَاحِد. وَنَتَقَاسَمُ مَعَهُمْ رَغِيفَ الخُبْز، وَنَتَنَشَّقُ مَعَهُمْ هَوَاءً وَاحِداً. فَمَصِيرُهُمْ وَمَصِيرُنا وَاحِد مَعاً نَكُونُ أوْ لا نَكُون. ونجدد دعوتنا للمَسِيحِيِّينَ إلى التَّجَذُّرِ في أَوْطَانِهِمْ، وَإلى عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ تَحْتَ أيِّ ظَرْفٍ مِنَ الظُّرُوفِ الضَّاغِطَةِ، وَالعَابِرَة، إلى الهِجْرَةِ مِنْها . وَشَارَكَنَا الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ في هذه الدَّعْوَة، حَيثُ جَرَى إِسْقَاطُ مَقُولَةِ الأَكْثَرِيَّةِ وَالأَقَلِّيَّة، وَرَفْعُ لِوَاءِ المُوَاطَنَةِ وَالمُسَاوَاةِ في الحُقُوقِ وَالوَاجِبَات. فإذا كانَ تَهْجِيرُ المَسِيحِيِّينَ على يَدِ حَفْنَةٍ مِنَ المُتَطَرِّفَينَ الإرهَابِيِّينَ جَرِيمَةٌ بِحَقِّنَا جَمِيعاً ، فإنَّ تَشْجِيعَهُمْ على الهِجْرَة ، وَتَسْهِيلَ إِجْرَاءَاتِ هَذِهِ الهِجْرَة ، يُشَكِّلُ جَرِيمَةً أَكْبَرَ، بِحَقِّنَا جَمِيعاً أيضاً.

اضاف قائلا "لابدَ في هذهِ المناسبةِ المقاصديةِ من أن نُنَاشِدُ جميعَ المَعنِيِّينَ بِالشَّأْنِ الحُكُومِيّ ، أنْ يَعْمَلوا على تَسْهِيلِ مُهِمَّةِ الرئيسِ المكلَّفِ بِتشكِيلِ الحُكومَة ، وَعَدمِ وَضعِ الشُّروطِ التي تُؤَخِّرُ عَمَلِيَّةَ التَّأْليف ، اِنْطِلاقاً مِنْ ذلك ، ندعو إلى حَسْمِ الجَدَلِ وَالتَّجَاذُبِ حَولَ الحَقائبِ الوَزَارِيَّة، فالأَوْطَانُ لا تُبنَى إلا بالتَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُنِ وَالوَحْدَة، وَلا تُبْنَى بِالحِصَصِ وَالمَصَالِحِ الذَّاتِيَّةِ أوِ الفِئَوِيَّة ، وَنُطَالِبُ الجَمِيعَ بِالخُرُوجِ مِنْ مَوَاقِعِ التَّنَاحُر، وَالدُّخولِ جَمِيعاً إلى رِحَابِ الوَطَن ، وَتَعْمِيمِ ثَقافَةِ المُوَاطَنَة ، لِبِنَاءِ لُبنانَ الوَاعِدِ وَالمُنْتَظَر، لِقِيَامِ دَولَتِه، دَولَةِ المُوَاطِنِينَ جَمِيعاً، لا فَرْقَ بَينَ مُوَاطِنٍ وَآخَرَ إلا بِما يُقَدِّمُ لهذا البلدِ مِنْ وَسَائلِ الأَمْنِ والاسْتِقرِارِ وَالأَمَان".

وشدد على إنَّ دارَ الفتوى، ستبقَى دَاعِمَهً لِمُؤسَّسَاتِ الدَّولة، وَمَشرُوعِ بِناءِ الدَّولة، ولها حِرْصُها الخَاصُّ على مَقَامِ رِئاسَةِ مَجلِسِ الوُزراء، وَبَقِيَّةِ الرِّئاساتِ والمَقامَات ، كما لها حِرْصٌ خَاصٌّ على مُؤَسَّساتِ المُجتمعِ الأهليّ كافة، وعلى وَجْهِ الخُصوص، الجمعيةَ الأعرق، جمعيةَ المَقاصِدِ الخيريةِ الإسلاميةِ في ​بيروت​، لِمَا لها مِنْ دَورٍ إسلامِيٍّ وَوَطَنِيٍّ وَعُرُوبِيّ، ما يُقَارِبُ القَرنَ والنِّصف.