أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "​الحكومة اليمنية​ رمت مجددا بالكرة إلى ملعب ​الحكومة اللبنانية​ لتمنحها الفرصة لتثبت أنها قادرة على النأي بنفسها عن الأزمة المشتعلة في البلاد التي تتداخل فيها جرائم جماعة ​الحوثيين​ وميليشياتها المرتبطة ب​إيران​، وتدخلات "​حزب الله​"، الذي أثبت مجدداً انخراطه في كل بؤر التوتر في المنطقة العربية، خاصة في ​سوريا​ واليمن"، لافتة الى أن "رسالة وزير الخارجية اليمني ​خالد اليماني​ الموجهة إلى نظيره اللبناني ​جبران باسيل​ كانت بشأن مواقف "حزب الله" واضحة بما فيه الكفاية لتدرك الحكومة اللبنانية حجم الكوارث التي يتسبب بها الحزب في اليمن، فتدخلات الحزب لم تتوقف عند حد الدعم الإعلامي والسياسي، بل توغل كثيراً في الأزمة عبر المساندة، والدعم العسكري، بمدّ الجماعة بالأسلحة والخبراء الذين يتواجدون في مخلف جبهات القتال".

واضافت: "لهذا فإن الحكومة اللبنانية أمامها فرصة لمراجعة آثار هذا التمدد السياسي والعسكري لـ"حزب الله" في اليمن، ومعالجة ​الآثار​ التي يتركها مثل هذا التمدد على الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات، التي أخذت الآلاف من أرواح الأبرياء، لأن هذا التدخل السافر للحزب يزيد من تعقيد الأوضاع على الأرض، ويباعد بين مختلف القوى السياسية، خاصة أن جماعة الحوثي تتكئ على الدعم الخارجي القادم من إيران عبر ذراعها الإقليمية المتمثلة في "حزب الله".

ورأت أنه "من هنا تأتي الدعوة التي وجهتها دولة الإمارات للبنان لتطبيق ​سياسة​ النأي بالنفس لتكون فعلاً ثابتاً، وتعالج حالة التشظي في القرار الداخلي، بعيداً عن الاستقطابات الإقليمية والدولية، إذ لم تجلب مواقف "حزب الله" للبنان، إلا المزيد من الخصومات"، مشددة على أنه " وفي هذا الإطار يمكن فهم إشارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، الذي أكد في تغريدة له أن سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان يجري تقويضها مجدداً في تناول أزمة اليمن، متمنياً أن يكون للدولة اللبنانية وللأصوات العاقلة فيها وقفة وموقف".

ولفتت الى أن "سياسة النأي بالنفس التي تعلنها الدولة اللبنانية على لسان مسؤوليها، يجب أن تترجم بشكل عملي، من خلال التحرك الجاد ليرفع "حزب الله" يده عن التدخل في شؤون الآخرين، كما هو الحاصل اليوم في اليمن وسوريا، فالنشاطات الإرهابية لهذا الحزب صارت تثخن المنطقة العربية بالجراح، وتعمق الخلاف بين لبنان وأشقائه العرب، حيث يمارس هذا الحزب دوراً تخريبياً في كل ساحة يتواجد فيها، سواء عن طريق الدعم بالسلاح، والخبراء، والتدريب في الأراضي اللبنانية، أو في تشكيل الخلايا النائمة لتنفيذ عمليات إجرامية، كما هو الحاصل في البحرين والكويت".

وشددت على أنه "لا يخفي "حزب الله"، وزعيمه ​حسن نصر الله​، تدخلاته في الأزمة اليمنية عبر دعم جماعة الحوثي الإيرانية منذ سنوات، وهو دور مرتبط بشكل رئيسي بالمشروع الإيراني الذي بدأ يتبلور باتجاه تخريب الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها، وقد دلت التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية خلال السنوات الماضية، أن الدور الإيراني في البلاد لم يكن مجرد ادعاءات، بل ملموس ومؤثر، خاصة أنه ظل يتستر خلف واجهة محور المقاومة، الذي يروج لها "حزب الله" كذباً وبهتاناً".