أشار بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر يازجي​، خلال ترؤسه القداس الإلهي في كنيسة مار جاورجيوس في ​الجديدة​، لمناسبة تنصيب المتروبوليت ​سلوان​ موسى مطرانًا على أبرشية جبيل و​البترون​ وما يليهما، في حضور المطران السابق للأبرشية ​جورج خضر​ ومشاركة موسى والمطارنة أعضاء المجمع الإنطاكي المقدس، إلى "أنّنا اجتمعنا في هذه الكنيسة المقدسة اليوم واشتركنا في هذه المائدة الروحية في هذا القداس الإلهي، بمناسبة استلام المطران سلوان لهذه الأبرشية المحروسة بنعمة الرب خلفًا للمطران جورج"، منوّهًا إلى "أنّنا سمعنا في ​الإنجيل​، الرب يسوع يقول لتلاميذه الأطهار ويوصيهم "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني، ومن وجد نفسه يهلكها ومن أهلك نفسه من أجلي يجدها".

وأوضح أنّ "الرب في هذا المقطع من الإنجيل يشدّد على أنّ من يريد أن يحيا بموجب حياة السيد بحسب وصية السيد، عليه أن يحبّ السيد وأن يحبّه حتّى المنتهى، ولذلك يقول من لا يحمل صليبه ويتبعني فهو لا يستحقّني، ويشرح ماذا يقصد بهذا القول عندما يتابع قائلًا: "من وجد نفسه يهلكها""، منوّهًا إلى "أنّنا عندما نقول "من لا يحمل صليبه ويتبعني" هل المقصود أن نحمل بأيدينا صليبا ومجرد ذلك؟ هل أن نحمل الصليب هو كما نضع الصلبان على صدورنا وأعناقنا ونزين بها كنائسنا؟ هذا معنى من معاني أنّنا نعتزّ بالصليب لأنّه أصبح علامة خلاص ورمز الخلاص، ولذلك نقوم برسم إشارة الصليب على صدورنا ونحمل الصليب ونضعه في كنائسنا وفي بيوتنا، ولكن هل معنى الصليب، ينحصر في هذا المجال وحسب؟".

ولفت يازجي إلى أنّه "عندما نتكلّم عن أنّ لكلّ واحد منّا صليبًا في هذه الحياة وعليه أن يحمل صليبه، نقصد أوجاع العالم وأتعاب هذه الحياة والمشاكل والمصاعب الّتي نمرّ بها وهذا صحيح، وعلى كلّ واحد أيضًا على مستوى حياته الشخصية، في العائلة وفي المجتمع الّذي هو موجود فيه وفي العالم الذي يعيش فيه، أن يحمل صليبه، أن يقبل بظروف حياته، ويسعى ويجهد من خلالها أن يقدم شكرا وتسبيحا لله".

وركّز على أنّ "الآن، معنى أن نحمل الصليب هو أعمق من ذلك أيها الأحبة، الصليب هو نعمة مطهرة، نعمة الله الّتي تطهر، هي نعمة الله الّتي تنير العقل والذهن، هي الّتي تقدّس حياة الإنسان. ولذلك من يحمل الصليب بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، ومن يعيش بحسب سرّ الصليب، هو الّذي يتقبّل النعمة الّتي أعطانا إياها يسوع لما رفع على الصليب، من هناك، وهي هذه النعمة الإلهية، نعمة الخلاص".

وبيّن أنّ "صلاتنا إلى الرب أن يقوي المطران سلوان، أن يكون معه، أن يحفظه، أن يعطيه النعمة والبركة دومًا. نحن عند تنصيب أي مطران جديد، يأخذ طرس بطريركي، ومن جملة ما يقول هذا الطرس، أن تكون، أي الأسقف الجديد، مثالًا وبمثالك أن تجذب الكلّ إلى السيد ليكون هو لهم الكلّ في الكلّ، فصلاتنا كلنّا ليكون الرب معه في رعايته لأبنائنا المحبوبين".