الايام او الاسابيع او الاشهر ربما المتبقية من عمر حكومة تصريف الاعمال الحالية هي موازية للفترة المتبقية ل​نهاد المشنوق​ كوزير للداخلية والبلديات من حصة ​تيار المستقبل​ وهي الفترة الاخيرة من "عمر" النائب نهاد المشنوق "ابو صالح" كما يحلو للبيارتة ان يسموه في البيت الحريري الصغير كمقرب من العائلة ومن عائلة الرئيس رفيق الحريري ونجله الرئيس المكلف ​سعد الحريري​.

عملياً ووفق معلومات بات المشنوق في "جو" انه لم يعد من حصة تيار المستقبل ولم يعد من فريق الرئيس الحريري الضيق ولم يعد له اليد الطولى في ​بيت الوسط​ ولم يعد "كسارة المصاعب" والازمات للحريري الابن. فبعد قرار الحريري استبعاده بضربة فصل النيابة عن الوزارة القاضية تلقى ضربة قاسية عندما علم بعد الانتخابات النيابية مباشرة انه" غدر من بيت ابيه" انتخابياً وكان هناك من يعمل ضده في تيار المستقبل ويريد اسقاطه وابعاده نهائياً عن الحريري بلا وزارة ولا نيابة. لكن ابو صالح "نجا" من المكيدة وكسب مقعده النيابي بصعوبة وجدارة في الوقت نفسه فرغم كل الحملات ضده هناك شارع ​بيروت​ي كبير يدين للمشنوق بكثير من الخدمات طيلة وجوده في الداخلية لاكثر من ثلاثة اعوام.

ويتردد في اوساط سنة بيروت ان المشنوق يشعر ان ما قام به الحريري اليوم مواز لقام به السوريون ايام وجودهم في ​لبنان​ فأُتهم بالعمالة ل​اسرائيل​ ونفي واليوم يُتهم بـ"العمالة" من تيار المستقبل للسعودية التي يزورها للمرة الاولى غداً كصديق للسعودية من الدرجة "الملكية" اذ تؤكد هذه الاوساط ان المشنوق ذاهب الى ​السعودية​ كحليف وكصديق وسيلتقي كبار القيادات السعودية في دلالة على طي صفحة 4 تشرين الثاني عندما تصدى لفكرة محمد بن سلمان ازاحة سعد والاتيان ببهاء لكي يكون الوريث الثاني لرفيق الحريري.

وتؤكد الاوساط ان المشنوق ومنذ فترة اعاد ترتيب "وضعه" السعودية، فبات يحضر في مجالس القائم بالاعمال السعودي ​وليد البخاري​ ويتواصل مع السعوديين الكبار بشكل دائم. فثمة هناك في العائلة المالكة من يرى في المشنوق ضالة القيادة الجديدة السعودية ليعبر عن توجهاتها واهدافها وليكون المرشح البديل و"الستاند باي" لخلافة سعد الحريري في ​رئاسة الحكومة​ في اية لحظة وبه قد "يزكزك" ابن سلمان الحريري وقتما شاء.

وتقول الاوساط ان الحريري اليوم تحت "المراقبة" السعودية والاميركية ومطلوب منه التشدد مع ​حزب الله​ وحليفه الرئاسي ​ميشال عون​ والمطلوب منه تعزيز حضور خصمهما القواتي ومنع استفراد النائب السابق ​وليد جنبلاط​. ويبدو ان الحريري حتى اللحظة عاجز عن "الموائمة" بين مصلحته الشخصية بالتأليف السريع وبين مطالب السعودية لمصلحة حلفاءها والتي يرفضها الرئيس عون والوزير ​جبران باسيل​. ووفق الاوساط فإن المشنوق الخارج من الداخلية كوزير من حصة الحريري والمستقبل بات متحرراً ايضاً من التزامه النيابي في ​كتلة المستقبل​ التي بات يحضرها بشكل متقطع وسيعود من ​الرياض​ محملاً بـ"ذخيرة" معنوية قوامها انه المرشح الاول والدائم سعودياً لخلافة الحريري في حال فشل في اجتياز "افخاخ"بن سلمان.

على جبهة المستقبل يؤكد قيادي كبير في التيار الازرق ان لا معلومات لدينا عن طبيعة زيارة المشنوق الى السعودية وطبيعة لقاءاته، فهل هي لاداء مناسك العمرة؟ هل هي زيارة شخصية؟ هل هي سياسية؟ لا ندري.

ويضيف القيادي ان الوزير المشنوق لم يكن عضواً تنظيمياً في تيار المستقبل وهو يقول انه صديق للتيار ومن رموز الحالة الحريري اي ارث الشهيد الرئيس رفيق الحريري فلا يمكننا القول انه منشق عن المستقبل ففصل النيابة عن الوزارة لا يعنيه فقط بل كل وزراء التيار. وعليه فإننا لا نرى في المشنوق خصماً بل صديقاً للتيار وهو يقرر وحده مستقبله مع الكتلة ومع الرئيس الحريري. وعن فكرة "خلافته" للحريري في الرئاسة الثالثة يؤكد القيادي ان الرئيس الحريري يعبر شعبياً عن تمثيله الواسع للطائفة السنية والانتخابات كرسته مرشحاً اول لرئاسة الحكومة ونحن ليس لدينا في المستقبل بديلاً عنه الا هو فلا بديل عن الحريري الا الحريري.

وينفي القيادي ما يتردد عن ضغط سعودي على الحريري او مطالب محددة منه ويقول ان العقد اصبحت معروفة ومعروف ايضاً طريقة حلها فلا ضرورة للتعمية وتخبئة الحقائق وتمييعها.