أكدّ عميد الإعلام في "​الحزب السوري القومي الاجتماعي​" ​معن حمية​ أن "الهزيمة التي تلقاها العدو الصهيوني في ​حرب تموز 2006​، كانت مدوية، قياساً إلى الأهداف التي وضعها العدو وأراد تحقيقها من وراء شنّه الحرب على لبنان، وفي المقدمة هدف تصفية المقاومة، واعادة لبنان إلى مربع اتفاق 17 أيار 1982 الخياني".

واعتبر أن "خروج لبنان منتصراً في تلك الحرب، هو نتيجة تكامل عناصر قوته وتضافرها (الجيش والشعب والمقاومة) حيث كان لكل دوره، وشكلت المقاومة رأس حربة في معركة الدفاع عن لبنان، وبهذا النصر النوعي فرض لبنان موازين قوى جديدة، وتكفّل بكسر الصورة النمطية التي لطالما تحدثت عن "تفوق" عسكري صهيوني وعن "جيش صهيوني لا يقهر".

وأشار إلى أن "حرب تموز 2006، هي واحدة من أشرس الحروب وأشدها خطراً، ليس على لبنان ومقاومته وحسب، بل على فلسطين والأمة كلها، فقرار الحرب لم تتخذه اسرائيل منفردة، بل هو قرار أميركي ـ غربي ـ صهيوني حظي بمباركة بعض العرب الذين وصفوا المقاومين بالمغامرين، والترجمة الحرفية لأهداف تلك الحرب، جاءت على لسان وزيرة الخارجية الأميركية حينذاك كونداليزا رايس التي اعتبرت الحرب العدوانية التدميرية على لبنان بأنها "مخاض ولادة شرق أوسط جديد".

وأكد أن "الدول التي شاركت في اتخاذ قرار الحرب على لبنان، شاركت أيضاً في الحرب، وعلى كل المستويات، لذلك فإن هزيمة اسرائيل في العام 2006، هي هزيمة للولايات المتحدة الأميركية ولكل حلفائها وأدواتها، وبالتالي فإن تقرير لجنة "فينوغراد" "الاسرائيلية" الذي حسم بهزيمة "اسرائيل"، إنما حسم أيضاً بهزيمة الدول التي شاركت الى جانب اسرائيل".

ورأى أن "قيادة الولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها لما سمي بـ "​الربيع العربي​" لنشر الفوضى و​الارهاب​ في المنطقة، هو بمثابة الخطة البديلة للتعويض عن الهزيمة في لبنان، ولذات الأهداف التي أرادوا تحقيقها من خلال حرب تموز، غير أن صمود سوريا في مواجهة الارهاب والحرب الكونية التي تشارك فيها نحو ثمانين دولة، على رأسها اميركا، قوض الخطة البديلة، ولذلك فان انتصار سوريا على الارهاب ورعاته الغربيين والاقليميين والعرب سيكون انتصاراً مدوياً وبمفاعيل مضافعة لانتصار لبنان في تموز 2006".

وشدّد على أن "مهمة حماية الانتصار توازي مهمة تحقيقه. فلبنان بجيشه وشعبه ومقاومته انتصر في حرب تموز 2006 ورسخ معادلة ردع بوجه العدو، وهو اليوم يجري مناقصات لاستخراج الغاز من حقوله البحرية، في حين يف العدو عاجزاً وهو الذي اعتاد الغطرسة والعدوان لتحقيق اطماعه بأرض لبنان وثرواته".

واعتبر أن "حماية الانتصار وترسيخ معادلة الردع وصون سيادة لبنان، تملي الحفاظ على عناصر قوة لبنان المتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وتحصينها، ولا تهاون مع الذين يحاولون التقليل من شأن هذه المعادلة ومن أهميتها القصوى لمصلحة لبنان واللبنانيين".

وأكد أن "تحصين لبنان فعلاً لا قولاً، يتم عن طريق التمسك بعناصر القوة، وعن طريق تحصين الانجازات الكبيرة، وفي المقدمة انجاز الانتصار الذي تحقق في تموز 2006. وإذا كان البعض لا يزال غارقاً في أوهام ونظريات "الضعف" و"الحياد"، وبأن "العين لا تقاوم المخرز"، عليه أن يصحو من أوهامه، لأن مخرز الأعداء ارتد الى نحورهم".

وأشار إلى أن "ما هو مطلوب اليوم، هو أن تتشكل حكومة وحدة وطنية، تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه البلد والناس، من خلال التصدي للتحديات المتعددة، وليس خافياً أن الكلام عن أوضاع متردية وأزمات مستفحلة، في ال​سياسة​ وفي الاقتصاد وفي المعيشة وغيرها، إنما يؤثر على سلباً على لبنان، وقد يكون في سياق حرب مموهة تستهدف النيل من استقرار لبنان وسيادته بعدما عجزت اسرائيل عن تحقيق ذلك بواسطة الحرب والعدوان".

وأضاف: "في ذكرى حرب تموز وانتصار لبنان، نعود بالذاكرة بكل فخر واعتزاز الى يوميات الحرب، التي شهدت صموداً باهراً ومقاومة باسلة وشهداء ارتقوا في مواجهة العدو دفاعاً عن الأرض والكرامة. في تلك الحرب انتصر لبنان على اسرائيل وعلى حلفائها، وعلى كل من تآمر على لبنان ومقاومته".