كشف الحراك الفلسطيني الدبلوماسي والسياسي وفي إتجاهات مختلفة، على خطورة المرحلة التي تمر بها ​القضية الفلسطينية​، والتحديات التي تواجه مصير اللاجئين على أبواب الإستعداد الإميركي لاعلان "صفقة القرن"، ومحاولة إنهاء عمل وكالة "الاونروا" تحت ذريعة العجز المالي وشطب قضية العودة، بعد قرار اعتبار ​القدس​ عاصمة ل​اسرائيل​ ونقل السفارة الاميركية اليها.

وأبلغت مصادر فلسطينية مسؤولة "النشرة"، ان الحراك السياسي توزع بين خمسة ملفات ساخنة:

1-تطويق ذيول الاعتداء الاسرائيلي على غزة على قاعدة ارساء قاعدة "توازن الرعب"، دون اي تنازل عن اسلوب المقاومة الجديد في "الطائرات الورقية".

2-زيارة الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ "ابو مازن" الى موسكو ولقاء الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ في الكرملين، حيث وضعه في تطورات الاوضاع في فلسطين وما يحدث في "الخان الأحمر" شرق القدس واقتلاع السكان الاصليين، والموقف الفلسطيني الرافض لـ"صفقة القرن" واهمية الدعم الروسي، وذلك قبيل ساعات من القمة المرتقبة بين الرئيس بوتين والاميركي رونالد ترامب والذي ستناول كافة قضايا المنطقة.

3-ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" برعاية مصرية، حيث عقد الجانب المصري لقاءات ثنائية مع حركة "فتح" برئاسة عضو اللجنتين "التنفيذية" ل​منظمة التحرير الفلسطينية​، و"المركزية" لحركة "فتح" عزام الأحمد، حركة "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري و"​حركة الجهاد الاسلامي​" برئاسة نائب الامين العام زياد نخالة، خلصت الى بوادر حلحلة على خلفية الاجماع الفلسطيني بضرورة توحيد الموقف لمواجهة صفقة القرن والتحديات المصيرية.

زيارة ​سوريا

4-زيارة الوفد القيادي الفلسطيني برئاسةعزام الأحمد الموفد من قبل الرئيس "أبو مازن"، الى سورياوالتي استمرت ثلاثة أيام، واكتسبت أهمية خاصة في توقيتها السياسي، ووفدها، اذ شارك فيها كل من: الأمين العام لـ "​جبهة التحرير الفلسطينية​" وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف، وعضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، سمير الرفاعي، والسفير الفلسطيني لدى لبنان ​أشرف دبور​، والسفير الفلسطيني لدى دمشق محمود الخالدي، ومدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي، جرى خلالها لقاء عدد من المسؤولين السوريين وبحث العلاقات التاريخية بين الطرفينوأوضاع ​اللاجئين الفلسطينيين​ في سوريا، وآليات إعادة تأهيل وبناء ​المخيمات الفلسطينية​ بخاصة مخيم اليرموك المدمر ومعرفة مصير المفقودين.

وأوضح مصدر فلسطيني لـ"النشرة"، أن الزيارة حملت ثلاثة عناوين رئيسية، الرغبة الفلسطينية الحاسمة في تعزيز العلاقات والتعاون مع سوريا في اطار توحيد الموقف العربي بدعم الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن الاميركية والتنسيق في سبل مواجهة تداعياتها، الإصرار على إعادة اعمار المخيمات الفلسطينية في سوريا وخاصة مخيم "اليرموك" المدمر وعودة ابنائه اليه سريعا منعا للتهجير والتذويب والتشتيت، على اعتباره مركز الثقل وما يمثل من رمزية لحق العودة فضلا عن معرفة مصير المفقودين، حيث قدم لرئيس الوزراء السوري عماد خميس، وللمسؤولين السوريين قائمة بأسمائهمعلى ان يتم متابعته، ولملمة البيت الفلسطيني الداخلي وجمع الصف في هذه المرحلة الدقيقة.

هذه العناوين الثلاثة وأهميتها لاقت ترحيبا سوريا، بينما وصف المشارك في الوفد الأمين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف لـ"النشرة" الزيارة بانها "جد ناجحة"، وقد توجت بزيارة ميدانية الى مخيم اليرموك والاطلاع على احتياجات شعبنا الفلسطيني هناك، وقد لمسنا رغبة واضحة منالقيادة السورية باعادة أن اعمار وتنظيم منطقة مخيم اليرموك، وجوبر برزة القابون بما يتناسب مع الواقع".

الوحدة الفلسطينية

5-الملفّات الّتي مزجها سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور،بين مشاركته في زيارة سوريا وحرصه على توجيه نداء الى الفصائل الفلسطينية في لبنان، لتأخذ مخيم اليرموك وما حصل به عبرة ودرسا للحفاظ على مخيمات العودة في لبنان.

وفسر نداء السفير دبور على انه اشارة لرغبة "فتحاوية" ومعها فصائل "المنظمة" بإعادة العمل بالاطر المشتركة في لبنان التي جرى تجميدها منذ أسبوعين، ولكن وفق "وثيقة شرف" توقع عليها كافة الفصائل وتقوم على عدم التعدي على الشرعية الفلسطينية بأي شكل من الاشكال، وعلى الرئيس "أبومازن"، كتعبير واضح عن استثنائية الساحة ومنع تداعيات الخلافات الداخلية عليها، وعدم المساس بمكانة السفارة الفلسطينية في لبنان باعتبارها "البيت الفلسطيني الجامع" للكل وقد برهنت التجربة أكثر من مرة، ان ابوابها مفتوحة للجميع دون استثناء وان السفير دبور يشكل صمام أمان لحفظ أمن واستقرار المخيمات وللوحدة والتلاقي، وصولا الى العمل بروحية العمل المشترك الذي يحفظ حقوق الشعب ويصون وحدته وعلى تنظيم العلاقات الفلسطينية–اللبنانية، على أسس تضمن أمن وإستقرار المخيمات وحسن علاقاتها بالجوار وتعزيز أواصر التعاون مع القوى اللبنانية، بما يسهل مسألة اقرار الحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تطوير دور "القوة المشتركة" نظرا للدور الايجابي الذي لعبته في حفظ الامن والاستقرار وصولا الى تنظيم التحركات الشعبية في مواجهة ورفض الاجراءات الاميركية باستهداف قضية اللاجئين وحق العودة عبر الابتزاز المالي لوكالة "الاونروا".

هذه العناوين يجزم السفير دبور انها تشكل مظلة حماية للمخيمات،"لقد تعاملنا وتعاونا مع بعضنا البعض خلال السنوات الطويلة الماضية واستطعنا تجنيب مخيماتنا في لبنان الدمار والدخول في التجاذبات، وعلينا أن نبقى على قدر هذه المسؤولية والحفاظ على ما وضعه شعبنا أمانة في أعناقنا، لنتمكن من مواجهة المخطط الكبير التي يستهدف قضيتنا الفلسطينية.. وأنهيجب أخذ العبر ونكون موحدين على كلمة واحدة، حتى لا تقع مآسي أخرى كما وقع في اليرموك وفي مخيم نهر البارد في لبنان".