يؤكد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب الدكتور ​بلال عبدالله​ في حديث لـ"الديار" ان هناك من يريد ان يفرض اعرافاً جديدة في تأليف الحكومات وان يتجاوز اتفاق الطائف وصلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في التأليف. ويحذر من سوء إستخدام المناصفة التي قبلنا بها ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري واوقفنا العد وسرنا بكل من شأنه ان يعزز الوحدة الوطنية والسلم الاهلي. ويشير الى ان من يعرقل تأليف الحكومة هو من يريد وضع معايير لتأليف الحكومة علينا ولا يطبقها على غيرنا ويريد ان يحقق ثلثاً ضامناً وان يرهن الحكومة الى محطات خارجية وان يغطي داخلياً ما يجري في الخارج من صفقات كبيرة اكبر من طاقة لبنان على الاحتمال. ومن دون ان يسميه والمقصود الوزير جبران باسيل يحمله عبدالله مسؤولية التعطيل وفرض اجندات داخلية سببها ربط معركة الحكومة والحصص بالمعارك الرئاسية مع القوات وسمير جعجع ومع شامل روكز وسليمان فرنجية. ويشدد على تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بالمقاعد الدرزية الثلاثة وبحقيبة خدماتية الصحة كاولوية او الاشغال.

وفيما يلي نص الحوار:

# منذ ايام التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وخرج بعدها الاخير من اللقاء ليكون له تصريحات عالية النبرة، فما كان جو اللقاء؟ وهل بحثت العقدة الدرزية كما تسمى؟

- من الطبيعي ان يزور الوزير جنبلاط الرئيس الحريري كما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبحث في ملف تأليف الحكومة لانهما الوحيدان المعنيان اولاً واخيراً بهذا الملف كما ينص اتفاق الطائف وليس من المسموح لاحد مهما كان شأنه ان يمد يده على الطائف او على صلاحيات الرئيسين وان يقسم الاحجام كما يحلو له وان يوزع المقاعد على "كيفه" وان يفرض اعرافاً ليست مقبولة وان يخلق معاييراً للتشكيل تنطبق على فئة دون اخرى او على كتلة دون اخرى.

ما قاله وليد بيك هو ان هناك من يعطل الحكومة تارة بربطها بالحصص وتارة اخرى بربطها باحجام واثلاث معطلة وبرهانات على متغيرات خارجية واحلام ومشاريع رئاسية وليس مع القوات اللبنانية وسمير جعجع فقط بل مع المردة وسليمان فرنجية وشامل روكز وغيرهم. كما يريد ان يغطي الفشل في الملفات الاقتصادية بتحميل الازمات للنزوح السوري وكأن الامور كلها حلت في لبنان وبقي النازحون العبء الوحيد. ما يقوم به هؤلاء هو التماهي مع نظام الاسد والتماهي مع مشاريع كبرى في المنطقة والنازحون احد ادوات هذا المشروع.

لهذه الاسباب وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي متمسكان بالتقسيمة الطائفية للوزراء وفق الاحجام طالما ان الجميع يتحدث طائفياً ومذهبياً للاسف. فليكن واضحاً اننا لن نتخلى عما هو حق لنا والحقائب الدرزية الثلاث هي حق للاشتراكي الذي فوضه الناس ليكون ممثلهم الاكبر.

اللقاء مع الرئيس الحريري كان ايجابياً وبحث وليد بيك معه اخر المعطيات الحكومية ويبدو ان الامور غير ايجابية والعقد على حالها وخير دليل على تأخر الحكومة دعوة الرئيس نبيه بري الى انتخاب اللجان فلو كانت قريبة تشكيلة الحكومة لما كانت الجلسة النيابية.

# هل صحيح ان جنبلاط تلقى عروضاً حكومية للحلحلة ومقايضة مقعد درزي بمقعد مسيحي مع عون؟ وهل عرض الحريري معه مسودة حكومية جديدة ؟ وما هي قصة وساطة حزب الله وامل مع جنبلاط لتوزير النائب طلال ارسلان؟

- لم يتلق جنبلاط رسمياً اي عرض ولم يطرح علينا اي فريق فكرة المقايضة وليس لدينا معلومات عن مسودة حكومية جديدة. ما نعرفه وما نريد قوله اننا وافقنا على وقف العد في ايام الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقبلنا بالمناصفة الحقيقية وليس العددية حفاظاً على اتفاق الطائف والسلام الاهلي والعيش المشترك. وهنا نحذر من سوء الفهم للمناصفة ومحاولة اساءة استخدامها لان الامر فيه ميثاقية واحترام للدستور الحافظ للطوائف وكياناتها فالطائفة الدرزية مكون وطني اساسي والعبرة في العودة الى التاريخ والجغرافيا فلا يمكن القفز فوق مكون اساسي وتجاهله وفرض عليه اعراف جديدة ومزاجيات شخصية.

كما لم يطرح معنا احد اية وساطة والتواصل مع امل وحزب الله موجود ومفتوح لكنهما لم يطلبا توزير ارسلان لانهما يحترمان اصول التعامل الدستوري ويعتقدان ان حل العقد عند الرئيس المكلف.

# بالاضافة الى تمسكه بالمقاعد الدرزية الثلاثة، ما هي الحقائب التي يطلبها الاشتراكي؟

- يبدو ان في لبنان يتعاطى البعض معنا وفق مبدأ اولاد الست واولاد الجارية ويعاملون الدروز اليوم على هذا الاساس. نحن متمسكون بحقيبة خدماتية اساسية ونصر على الصحة ونجحنا فيها عبر الرفيق وائل ابو فاعور وحققنا انجازات باهرة وبعد الصحة نطلب الاشغال التي نجح فيها ايضاً الرفيق غازي العريضي ومطالبنا في عهدة الرئيس المكلف.

# كيف هي علاقتكم بالرئيس عون؟ وهل من تواصل مع الوزير باسيل رغم التوتر الكلامي بينه وبينكم؟

- علاقتنا بالرئيس عون عادية ولا قطيعة مع الوزير باسيل ولا غنى عن الحوار في نهاية الامر لكن حالياً لا تواصل معه.