أكد عميد الخارجية في ​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ ​قيصر عبيد​ ان "لبنان دولة وشعبا امام فرصة تاريخية ولحظة مفصلية لا يمكن الا نحسن التعاطي معهما لتحقيق مصالح لبنان العليا".

واشار عبيد، في حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، الى ان "عودة التواصل الطبيعي والصادق بين الحكومتين اللبنانية والسورية ستساعد اللبنانيين في الاستفادة الكبرى من هذه الفرصة مع قرب فتح الحدود السورية الاردنية مجددا وستترك هذه الخطوة ايجابيات كثيرة لصالح سوريا والاردن والعراق"، منوهاً الى أنه "اذا التقطنا هذه الفرصة مثلما يجب فسنعمل سريعا على تحسين اوضاعنا بدءا بالتخفيف من الاعباء المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها اللبنانيون".

كما اعتبر أن "فتح معبر النصيب مجددا على الحدود السورية الاردنية سيعيد الامل الى ​المزارعين​ والصناعيين اللبنانيين وستستعيد معه الحركة الاقتصادية زخمها وحيويتها بعد كل ما اصاب القطاعين الزراعي والصناعي من خسائر والتباطؤ في حركة التصدير البحري الى الدول العربية منذ نهاية العام 2015 حتى اليوم، مع العلم ان خسارة لبنان جراء اقفال المعبر تبلغ يوميا مليوني ​دولار​"، لافتاً الى أن "ضخ الحياة مجددا في شرايين التبادل التجاري الخارجي والترانزيت البري سيسهم بقوة في احياء العجلة الاقتصادية وتنشيط التباطؤ في النمو بالتالي سيخفف من الصعوبات الاجتماعية ومن معدل ​البطالة​".

وتابع بالقول انه "من الايجابيات الكبرى لعودة التواصل مع الحكومة السورية تسهيل عودة الاخوة السوريين النازحين الى ديارهم الامر الذي سيسقط كل ما يحكى عن توطينهم في لبنان والذي سيزيل اعباء ثقيلة ماليا واقتصاديا واجتماعيا عن لبنان واللبنانيين"، مشيراً الى أن "من اهم ثمار عودة التواصل تسهيل مشاركة اللبنانيين في اعادة اعمار سوريا وهو استحقاق سيأتي عاجلا او آجلا مؤكدا ان واجبات المسؤولين والقادة اللبنانيين التمهيد الجيد لكل ما يخدم مصالح بلدهم وشعبهم ومشيرا الى ضرورة ان يعي الجميع كم سيستفيد لبنان من هذه المشاركة".

كما دعا عبيد كل اللبنانيين الى "الترفع عن الحسابات والانانيات والتركيز على تحقيق مصالح لبنان العليا على غرار ما يقدم عليه الكثير من الدول الكبرى التي غيرت مواقفها من الحكم السوري والتي تركز اليوم على ​مكافحة الارهاب​ بدرجة اولى"، موضحاً أنه "من الامثلة على ذلك ان واشنطن اظهرت تبدلا كبيرا في موقفها من الحكم السوري وان ​فرنسا​ تنعطف في تعاطيها معه وها هو السفير الايراني في ​باريس​ سيقوم بدور مهم في فتح القنوات بين الدولتين".

ودعا ايضاً الى "الاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية لمواجهة مجمل التحديات التي تفرض نفسها على لبنان واللبنانيين"، معتبراً أن "رؤية رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ للتواصل مع الحكومة السورية سليمة وتشكل خارطة طريق لما ينبغي ان تكون عليه العلاقات اللبنانية السورية من الآن فصاعدا على مختلف المستويات".

واثنى عبيد على "الشفافية والصراحة اللتين يعتمدهما الرئيس عون في مخاطبة الناس ومصارحتهما حيال الملفات والقضايا والتحديات الوطنية بينها تجاوب المواطنين مع موضوع الاصلاح وعودة التواصل مع سوريا وما تحمله من اهمية للبنان واللبنانيين"، معتبرا أن "تصريح وزير لاخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الذي قال فيه ان كافة الطرقات بين لبنان سوريا وسوريا والاردن وسوريا والعراق ستفتح وسيعود لبنان الى التنفس من خلال الشرايين البرية كما ستعود الحياة السياسية بين لبنان وسوريا"، يشكل عين الصواب ل​سياسة​ لبنان الخارجية".

واشار عبيد الى ان "باسيل يتصرف انطلاقا من تحقيق مصالح لبنان العليا ومن ادراكه الحقيقي والعميق لاهمية احياء الدورة الاقتصادية وتنشيط التصدير وضخ الدم في شرايين العلاقات اللبنانية السورية ومنها الى العمق العربي الامر الذي سيدفع الى الامام بالمشاريع الاصلاحية والذي سيسرع بوتيرة حصول لبنان على المساعدات غير المشروطة التي اقرت في مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس اواخر آذار الماضي".