لفت رئيس مؤسسة "​لابورا​" الأب طوني خضره، إلى أنّ "من ​الجنوب​ رمز الصمود والمقاومة، من صيدا وجزين رمز العيش معًا، نقول إنّه مهما عصفت الرياح وتعرّضنا لشتّى أنواع الضغوطات، سنقاوم بشراسة ومعكم منتصرون حتمًا"، مشدّدًا على وحدة المسيحيين وال​لبنان​يين. وحدتنا دربنا إلى القيامة الحقّة وقيامة لبنان، لأنّ الفرديّة والأنانيّة هي مشكلتنا الكبرى. وحدتنا عدالة، ووحدتنا قوّة حق، وحَقّنا قوّة، وقُوَّة العدالة والحق هي القوّة الحقيقيّة، وليس حق القوّة بالهيمنة والسيطرة على حقوق الآخرين"، مشيرًا إلى "أنّنا نعلن أنفسنا بكلّ طاقاتنا وبكلّ ما نمثّل، بأنّنا لن نقبل بعد اليوم المَسِّ بهذه الوحدة، سواء جاء ذلك من الداخل المسيحي أو من خارجه".

وعرض، خلال احتفال مؤسسة "لابورا" بالعيد الثامن لانطلاق عملها في منطقة الجنوب، "بعض التحديّات المطروحة اليوم أمام "لابورا"، ومنها: "الحاجة إلى خطة إنماء شاملة في قرانا الجنوبية لكي نبقى بقوة، والمحافظة على شعبنا في قراه وأرضه، الحاجة إلى خطة زراعية تلتزم معنا ​وزارة الزراعة​ والمؤسسات المعنية المحلية والدولية، الحاجة إلى استراتجية ذكيّة فيها القضيّة أوّلًا والوحدة ثانيًا وثالًثا ورابعًا"، مركّزًا على أنّ "العالم حولنا يتفكّك والخطر داهم وعلى الدولة أن تتحوّل من سلطة فاسدة وقمعيّة إلى سلطة للخدمة والحوار مع شعبها".

وجدّد الأب خضره "العهد والإلتزام وتحمّل المسؤوليّة والتوسّع في كلّ مناطق الجنوب وفتح مكاتب لخدمة ناسنا، وفي مهاجمة ​الفساد​ بكُلِّ أشكالِهِ ومَن وراءه مهما كانت طائفته أو لونه السياسي"، مؤكّدًا أنّ "معركة "لابورا" ستبقى مفتوحة للشراكة والتوازن لكن ليس في أهدافنا الوصول إلى مواجهات عنصرية ومذهبية أو غير إنسانية مع شركائنا في الوطن. لن نقبل الذوبان في وطننا حفاظًا على التنوّع، لأنّ قوّتنا في تنوّعنا وإتّفاقنا، وليس في أكل حقوق بعضنا البعض، لن نقبل بأن تتحوّل ​الجامعة اللبنانية​ من جامعة وطنيّة إلى جامعة لطائفة واحدة".

وأوضح خضره أنّ "صرختنا أمام نوّاب الأمّة اليوم، حافظوا على ثقة الناس بكم ولا تستمرّوا في تحمّل نقمتهم على السياسيّين، وغيّروا في الدولة والقوانين. نريد أن تقفوا معنا عندما نطالب بالمناصفة والتوازن في الوظائف. نريد أن نؤمّن معكم آليةً شفافة للإمتحانات وميثاقيّة تراعي التوازن وتعيد الكفاءة إلى الوظيفة. لا نريد عند كلّ إستحقاق أن نسمع السياسيين وهم يتحدّثون عن الميثاقيّة للحفاظ على الاستقرار السياسي والامني في البلد"، متسائلًا "أليس ​التوازن الطائفي​ في الوظائف العامة والدولة هو ميثاقي أيضًا وضروري للحفاظ على الإستقرار والوفاق الوطني؟".

وخلال العشاء تمّ تكريم عدد من الموظفين الأكفياء الّذين خدموا في الإدارات العامّة، وذلك تقديرًا للجهود الّتي بذلوها.