رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله أن "الضغوط التي يمارسها رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ على رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ مردها إلى المسؤوليات الجسام الذي يتحملها في المحطات الكبرى والصعبة لحماية الوحدة الوطنية، فالصعوبات والسقوف المرفوعة لجهة المطالب وتعددها تشير إلى أنه لو ترك الأمر على حاله لوجب ان يأخذ ​تشكيل الحكومة​ اشهرا طويلة في ظل واقع اقتصادي واجتماعي لا يتحمل هذا الترف السياسي"، معتبرا أن "المطلوب من الجميع التعاطي بمسؤولية أعلى في عملية التأليف واحترام مصلحة ​لبنان​ واللبنانيين".

وحول إمكانية عقد جلسة نيابية عامة لسحب ثقة التكليف من الحريري، لفت نصرالله في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أن "المطلوب هو فعل اي شيء لتحريك عجلة تشكيل الحكومة حتى لو اقتضى الأمر الذهاب إلى تسجيل سابقة في هذا الإطار، وذلك تحت سقف احكام ​الدستور​ ومعاييره"، مشيرا إلى أن "بري اثبت خلال اكثر من ربع قرن في إطفائه للحرائق السياسية، أنه أبو الدستور وأمه ولا يمكن بالتالي أن يلجأ إلى ما يشكل سابقة فيها خرق للدستور، إلا أن باب الاجتهاد مفتوح لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة، فالرئيس بري يمارس أقصى الضغوط من اجل استيلاد حكومة تقود البلاد إلى ساحة الأمان".

وعما إذا كان بري يضغط على الحريري لأن "​حزب الله​" يستعجل تشكيل الحكومة قبل جلاء الصورة الميدانية في ​الجنوب​ السوري، أكد نصرالله أن "هذا الكلام مجرد تحليلات إعلامية لا صحة لها أمام الواقعين المحلي والسوري"، معتبرا أن "استعجال حزب الله و​حركة أمل​ تشكيل الحكومة، هو لمصلحة لبنان واللبنانيين ولاعتبارات صرف محلية داخلية وأهمها الوضع الاقتصادي الحرج الذي لا يحتمل انتظار نتائج صراعات بعض الفرقاء حول الحصص والأحجام لتشكيل الحكومة فما بالك ولبنان يقف على عتبة المئة مليار ​دولار​ دين عام".

وأشا إلى أن "بري يحضر أرانبه لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة، علما أن التشاؤل في الخروج من الأزمة، يبقى سيد المواقف والأحكام، لأن الإفراط في التفاؤل مبالغة، والإفراط في التشاؤم يأس مرفوض ولا وجود له في ​عين التينة​، ما يعني أن الأمور معقدة وحلها لن يكون بالأمر السهل"، لافتاً إلى أن "بري متمسك بتكليف الحريري لتشكيل الحكومة".