موجة التفاؤل التي بثها زوار ​عين التينة​ والسراي في اليومين الماضيين، استكملها الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ شخصياً بتحديد سقف جديد للتشكيل خلال اسبوعين وهو امر رأت فيه القوى الاساسية "سلاح" ذو حدين شهره الرئيس الحريري في وجهه وفق اوساط نيابية ونأمل ان لا "يجرحنا" و"يجرح" نفسه به! وتقول الاوساط نامل ان لا يكون الرئيس الحريري يريد "تنفيس" الضغط عليه ورميه على الآخرين وخصوصاً ​الرئيس ميشال عون​ والوزير ​جبران باسيل​.

وفي حين تؤكد اوساط ​تيار المستقبل​ ان الرئيس الحريري يريد ان يألف الحكومة اليوم قبل الغد سيواصل جهوده ولن يوفر طريقة لتسريع التأليف لان الاوضاع لا تحتمل ولا تُحتمل وعلى الجميع تسهيل المهمة والتجاوب مع المشاورات. وتكشف الاوساط عن وجود توجه جديد للرئيس الحريري لمقاربة العقد والحصص بما يضمن احترام نتائج الانتخابات ويمثل الجميع من دون استثناء. وتلمح الاوساط الى ان مشكلة التمثيل المسيحي بحثت في اللقاء المنعقد امس بين الرئيس الحريري ورئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل في مجلس النواب كما تناول اللقاء كل المستجدات الحكومية.

وتشير الاوساط الى ان خلال الساعة الـ48 ساعة لن يكون هناك زيارة الى بعبدا ولا مسودة حكومية "شفيهة" ثالثة والرئيس الحريري سيعود الى الاجتماع بباسيل مرة ثانية قريباً اذا مشيت الامور كما "يشتهي".

في المقابل تؤكد اوساط التيار الوطني الحر ان لقاء الحريري وباسيل كان لقاءاً ايجابياً وتم التمهيد اليه امس الاول بلقاء الوزير ​غطاس خوري​ والنائب ​الياس بوصعب​ والذي ركز على "نقل" الرسائل بين الرئيسين عون والحريري بعد "طول انقطاع" ويأتي لتوضيح جملة من التصريحات المتبادلة والمعلومات المنقولة عن بعبدا والسراي اثارت لغطاً بين الجانبين وخصوصاً الخلاف على الصلاحيات والعلاقة المتوترة بين الطرفين على خلفية تحديد مهلة للحريري للتأليف او استبداله وهو كلام تردد في اكثر من مقار سياسي. وتقول الاوساط البرتقالية الى ان التلويح باستبدال الحريري لم يأت من بعبدا وحده بل هو مزاج "سياسي عام"!

وتقول الاوساط الى ان لقاء خوري- بوصعب اعطى اشارة ايجابية بكسر الجليد وعودة الحرارة بين عون والحريري وباسيل ودبت الروح في جسد التأليف الميت على امل ان تكون مشاورات الحريري مع الآخرين اكثر "واقعية" ومرونة وما عندنا من تسهيل قدمناه والدور على من يعقد الامور.

وتكشف الاوساط في التيار ان مجرد حصول لقاء المجلس النيابي بين باسيل والحريري مؤشر جيد وسيكون هناك مؤشرات ايجابية خلال ايام ولا نرى من مصلحة لاحد باستمرار التعطيل الى ما شاء الله.

في المقابل تؤكد الاوساط النيابية نفسها الى ان جلسة اللجان النيابية ادت الغرض المطلوب منها لكن مشاورات النواب والكتل الجانبية مع الرئيسين ​نبيه بري​ والحريري اشارت الى استمرار العقد وخصوصاً المسيحية بين القوات والتيار. وتلمح الاوساط الى ان القوى الاساسية سمعت كلامين اقليميين بارزين الاول من الموفد الرئاسي الايراني جابر الانصاري والذي اكد للمسؤولين في لبنان ان رسالته هي لدعم وتسريع التأليف ولا مصلحة لايران في عدم وجود حكومة لبنانية اصيلة وفيها كل القوى وقال الانصاري ان ما يحكى عن ربط ايراني بين لبنان والمنطقة وتطوراتها كلام باطل ومفبرك.

الكلام الثاني كان امس للقائم بالاعمال السعودي ​وليد البخاري​ العائد حديثاً من الرياض الى بيروت فكشف البخاري وفي رد على التوضيح الايراني ان السعودية تغطي الحريري في تشكيل حكومة وحدة وطنية وتضم الجميع في اقرب وقت ممكن.

وتلمح الاوساط الى وجود حذر في اوساط القوى الفاعلة وخصوصا امل و​حزب الله​ من بث الايجابيات او الالتزام بسقف الاسبوعين، من دون معطيات ملموسة لتشكيل سريع لذلك سيتابع المعنيون في الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير وكتل ​8 آذار​ مفاوضات الحريري خلال الاسبوع الحالي بعناية وهدوء ليبنى على الشيء مقتضاه.