لاحظت مصادر متابعة لاتصالات تأليف الحكومة عبر "الحياة" أن ​حزب الله​ يتجنب اتخاذ المواقف العلنية المنحازة إلى فريقي الخلاف حول الحصص والأحجام داخل الحكومة، وهو ما عبرت عنه كلمة الأمين العام ​السيد حسن نصر الله​ الأخيرة وكذلك البيانات الصادرة عن كتلة "الوفاء للمقاومة" الداعية الى "التزام ما أفرزته ​الانتخابات النيابية​" والكلام عن "ضياع المعايير" واستعجال الحكومة ومراعاة الشراكة الوطنية. وكانت لافتة دعوة كتلة نواب الحزب الأسبوع الماضي "الجميع الى ضرورة إبداء المرونة الكافية وعدم الانغلاق داخل حسابات المكاسب التكتيكية الفئوية او الخاصة التي تخلّ بالتوازن الوطني المطلوب وتستجيب لمطالب متضخمة لدى بعض الجهات على حساب المشاركة الضرورية لجهات أخرى لها حجمها التمثيلي كَبُرَ أو صغر".

ورأت أوساط متتبعة لموقف "حزب الله" أنه يستخدم في أدبياته عبارات ترضي تارة أحد طرفي الصراع الدائر حول الحصص الحكومية وأخرى يمكن أن تفهم على أنها انحياز ضمني للفريق المقابل. ويقول سياسي بارز لـ"الحياة" إن من الطبيعي أن يتجنب الحزب الانغماس في السجال الدائر حول الأحجام بين حليفه "​التيار الوطني الحر​" والرئيس عون من جهة، وبين حزب "القوات اللبنانية من جهة ثانية، مدركاً كما قال رئيس البرلمان ​نبيه بري​ أن العقدة الأساس هي في التمثيل المسيحي، ولذلك هو يترك للأخير أن يفاوض باسمه لتفادي هذا السجال، بعد أن حصل على وعود بأن يتولى أحد وزرائه الثلاثة الذين سيسميهم حقيبة خدماتية وتحديداً ​وزارة الصحة​".