أوضحت مصادر دبلوماسية روسية رفيعة المستوى عبر صحيفة "الجمهورية" أن "الهدوء في كافة الدوائر السياسية الروسية لا يعني الموافقةَ على مضمون اللقاءبين الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ والرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ من دون الكشف عن مصالح ​موسكو​ الجيوسياسية في عقدِ صفقةٍ مع ​واشنطن​، وبخاصة ما يتعلّق بالملفات الحسّاسة التي تطال ​روسيا​ بشكل مباشر".

وأكدت أن "التوافق حول بعض القضايا بين الرَجلين كان شفهياً ولم يخرج عن إطار مواصلة المشاورات بين المؤسسات المعنية في البلدين لإيجاد قواسم مشتركة تحضيراً لعقدِ الصفقات السياسية" ولا تُعوّل على "إمكانية إحداثِ خرقٍ في عملية ترتيب العلاقات بين موسكو وواشنطن انطلاقاً مِن التجارب السابقة وازدواجية المعايير المتّبَعة في السياسة الأميركية، وهو ما بدأ يَظهر من خلال إعلان ترامب في حديث تلفزيوني عقبَ عودتِه من لقاء بوتين بأنه يثق باستنتاجات أجهزة بلاده الاستخباراتية، التي تشير إلى وجود الأثر الروسي في ​الانتخابات​ الأميركية عام 2016، وأنّ بوتين يتحمّل شخصياً المسؤولية على الرغم من نفيِ الرئيسِ الروسي تلك المزاعمَ وإعلانِه الاستعدادَ لتسهيل عملية التحقيق مع المشتبَه بهم في هذا الملف داخل الأراضي الروسية".

ولفتت إلى "عدمِ التطرّق للأزمة في شرق ​أوكرانيا​ رغم أهمّيتها، والاكتفاء بتناولِ انضمام شِبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي، ما يعني أنّ المفاوضات مع واشنطن لا تزال في بدايتها، على اعتبار أنه الملف الأكثر ​حساسية​ بالنسبة لموسكو، نظراً لِما له من انعكاسات على الداخل الروسي وعلى ​الأمن​ القومي للبلاد".

أمّا في ما يتعلق ب​سوريا​، رأت المصادر أنه "ليس لدى ​الكرملين​ ما يقدّمه لترامب سوى خروج مشرّف من هذا الملف من خلال التنسيق للعِب دور محدّد في رعاية التسوية السياسية للأزمة، بعدما بات الميدان يتحدّث بلغة روسيا وحلفائها على الأراضي السورية"، مؤكدةً ان "السفير الروسي لدى واشنطن باشَر اتّصالاته بالمؤسسات الحكومية هناك لتحديد الإجراءات الضرورية التي يجب اتّخاذها من الجانبين لترجمة الأفكار التي تَوافَق بوتين وترامب على محاولة تذليل العقبات من أمامها عسى ولعلّ يجري العمل على تنفيذها".