بلغة الواثق والبعيد عن الدبلوماسية، باستثناء "التأويل السياسي"، يؤكد الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري ​نصري خوري​ في حديث لـ"الديار"، ان ​ملف النازحين السوريين​ في لبنان اولوية للدولة السورية منذ العام 2013 عندما شكلت لجنة مشتركة عطلتها رئاسة الجمهورية والحكومة آنذاك. ويكشف خوري ان الرئيس ميشال عون ابلغه خلال لقائه منذ ايام انه عازم على استعادة العلاقات اللبنانية- السورية والتنسيق بين البلدين حتى النهاية وانه يكلف رسمياً اللواء عباس ابراهيم للقيام بما يلزم لذلك وان ملف العلاقات بين البلدين سيكون على رأس اولوية الحكومة الجديدة. ويؤكد خوري ان رغم الاعتراضات السياسية والحزبية للبعض في لبنان هناك تنسيق كامل بين الدولتين على المستويات الامنية والعسكرية وضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية الى التبادل التجاري والاقتصادي على مستوى معاوني الوزراء والمدراء العامين وكبار الموظفين. وفيما يلي نص الحوار:

منذ ايام زرتم قائد الجيش جوزاف عون ومن ثم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هل نقلتم رسالة سورية اليهما وما هي محاور اللقاءات؟

مهمة المجلس الاعلى اللبناني- السوري التنسيق بين البلدين واقوم بشكل دوري بزيارة المسؤولين في لبنان لاطلاعهم على التطورات وتبادل الافكار والآراء مع الجانب السوري وهذه من الامور الطبيعية بين البلدين فهناك سفارتان ومجلس اعلى وعلاقات مبنية على اتفاقات وتفاهمات ومعاهدات موقعة منذ عقود.

العلاقات اللبنانية- السورية لم تنقطع يوماً وهناك تنسيق يومي في اكثر من ملف امني وعسكري وتجاري واقتصادي وهناك زيارات لمسؤولين لبنانيين الى سوريا على مستوى معاوني الوزراء والمدراء العامين واللجان الامنية والعسكرية من التنسيق في محاربة الارهاب في جرود رأس بعلبك والقاع الى جرود عرسال الى ضبط المعابر غير الشرعية والمعابر الشرعية وكذلك في ملف التجارة والتصدير والاستيراد بين البلدين الى ملف الماء والكهرباء.

# الرئيس عون اعلن منذ يومين موقفه الحازم باستعادة العلاقات اللبنانية – السورية وان ترجع الى طبيعتها قبل الازمة السورية، وانه كلف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم التنسيق مع سوريا، ما هي الرسالة التي ابلغكم بها عون خلال لقائه في بعبدا؟

الرئيس عون مصر على المضي قدماً وحتى النهاية في التنسيق بين البلدين واستعادة العلاقات طبيعتها وابلغني بذلك وان اللواء ابراهيم ينسق بين البلدين في اكثر من ملف بما فيها ملف النزوح كما اكد لي ان العلاقة بين البلدين والتواصل الرسمي على اعلى مستويات سيكون على طاولة مجلس الوزاء الجديد.

# هل هناك من زيارات لمسؤولين سوريين الى لبنان ومسؤولين لبنانيين الى سوريا على مستويات رفيعة رئاسية او وزارية وهل هناك من تحضيرات ما؟

لا علم لي بذلك ولم ابلغ عن اية تحضيرات على كل الاحوال لا شيء يمنع اي تواصل بين لبنان وسوريا ولن ادخل في الخلفيات السياسية لبعض القوى والاحزاب اللبنانية من سوريا والعلاقة معها والتحضيرات لا تبحث في الاعلام وعلى المنابر انما بهدوء وبحسن نية.

# تحدث اللواء ابراهيم امس عن عودة بضعة مئات اضافية من النازحين من عرسال الى شبعا الى الداخل السوري، وقد يصل العدد الى 4 او5 الاف نازح سيعودون في المدى القريب، هل دخل ملف النزوح مرحلة الحسم بين البلدين؟ وما هو موقفكم من الجهات اللبنانية الرافضة للتنسيق بين البلدين في هذا الملف؟

ملف النازحين كان محط متابعة بين لبنان وسوريا وكان هناك اصرار سوري على هذا الملف منذ العام 2013 وتجاوبت الدولة السورية مع مطالب حكومة لبنان وتم وضع خطة مرحلية لاعادة جميع النازحين السوريين في لبنان الى سوريا وتسوية اوضاعهم جميعاً وتابعت الامانة العامة للمجلس الاعلى السوري- اللبناني الامر مع اللواء عباس ابراهيم وتم تشكيل لجنة مشتركة بعد موافقة البلدين لكنها توقفت بعدما ابلغني كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي آنذاك انهما لا يمكنهما السير في اللجنة لاسباب خارجة عن ارادتهما وتوقفت الامور عند هذا الحد.

وبعد تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع في العام الماضي كلف الرئيس عون اللواء ابراهيم المتابعة مع الجانب السوري وقد نجح التنسيق بين الطرفين للوصول الى النتيجة المرجوة. ما يجري اليوم هو بداية صحيحة على طريق الحل لملف النازحين والامر يحتاج الى متابعة لانه مسار طويل وشائك ما اؤكده ان الجانب السوري متعاون الى اقصى الحدود ويريد عودة جميع ابنائه السوريين الى بلدهم وهو امر يجب ان يريح اللبنانيين ويزيل مخاوف البعض. واعتقد ان الاعتراضات التي نسمعها من هنا وهناك سياسية ولن ادخل في خلفياتها وتفاصيلها ما يهمنا حل الامر في اسرع وقت ممكن وبشكل عملي ودقيق.