كشفت مصادر مطلعة على أجواء تأليف ​الحكومة​ لصحيفة الأنباء أن "سبب عدم اجتماع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ والوزير ​جبران باسيل​ في ​بيت الوسط​ هو أن الأخير أبلغ الى الرئيس المكلف بأنه لن يتدخل بعد اليوم في عملية التأليف وأن الموضوع ليس عنده وأنه يسمع كلاما مفاده أنه هو من يعطل التأليف في حين أن القرار في يد الرئيس المكلف".

ورات المصادر أن "​التسوية الرئاسية​ اهتزت، حيث ان العلاقة الثنائية السلسة التي كانت مؤمنة بين ​التيار الوطني الحر​ و​تيار المستقبل​، لم تعد قائمة، والتفاهمات الثنائية بين الطرفين، والتي سادت طوال الجزء الأول من العهد الرئاسي، انحسرت لصالح بروز أكثر من ملف خلافي بين الطرفين، منذ ظهور نتائج ​الانتخابات النيابية​"، لافتة الى ان "رئيس الجمهورية أمام خيارين حاليا: إما الحفاظ على أفضل علاقة مع رئيس الحكومة المكلف من دون التوقف عند تبدل التوازنات الداخلية والإقليمية، وإما مجاراة القوى التي تطالب بأن تكون الحكومة المقبلة، والحكم اللبناني بشكل عام، بمثابة انعكاس دقيق لما أفرزته الانتخابات النيابية من نتائج لغير صالح تيار المستقبل، ولما حصل من تطورات في الملفات الإقليمية وخاصة في سورية، لغير صالح القوى الخارجية التي تدعم هذا الأخير". وأضافت المصادر أن رئيس الحكومة المكلف هو بدوره أمام خيارين: إما الرضوخ لمطالب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر حفاظا على موقعه القيادي ولو بنفوذ أقل من السابق، وإما العودة الى تحالفات سابقة كانت تجمعه بكل من حزبي ​القوات​ والاشتراكي، ولو بشكل غير مباشر، وبأسلوب بعيد عن المجاهرة الإعلامية العلنية، والدخول بالتالي في عملية شد حبال طويلة الأمد، على غرار تلك التي كانت تحصل في مراحل سابقة. وحدها التنازلات المتقابلة والمتوازنة قد تجنب كلا من رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف عناء الدخول في مرحلة تجاذب داخلي جديد.