الى حين عودة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ من سفره، لن يشهد المطبخ الحكومي تطورات لافتة على صعيد التأليف. لن تحل العقدة الدرزيّة بين ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ الذي لا يزال مصراً على حصر التمثيل الدرزي به بثلاثة مقاعد، و​الحزب الديمقراطي اللبناني​ الذي يعتبر أن نتيجة الإنتخابات تفرض حصوله على مقعد وزاري كون لائحة تحالفه مع ​التيار الوطني الحر​ فازت بأربعة مقاعد في دائرة الشوف و​عاليه​. أيضاً لن تحل عقدة التمثيل السني بين الحريري والنواب العشرة الفائزين من خارج لوائح تياره. أمام هذا الواقع، أسئلة كثيرة لا بد من طرحها عن الأجواء التي سربت من ​القصر الجمهوري​ عن أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً على صعيد التأليف. ما هو مصدر هذا التفاؤل؟. وهل شهدت عقدة التمثيل المسيحي بين التيار الوطني الحر و​القوات اللبنانية​ حلحلة إستثنائية؟ على ماذا يتكل رئيس الجمهورية وهل من مفاجأة لديه دفعت بأوساطه الى تسريب هذا الجو التفاؤلي؟.

بحسب المطلعين على كواليس التأليف، التطور الذي طرأ يتمثل بتنازل القوات اللبنانية عن مطالبتها بخمسة مقاعد وزارية وقبولها بأربعة، وكذلك عن المطالبة بحقيبة سيادية، بعدما أصبح واضحاً أن ​تيار المستقبل​ يتمسك بالداخلية و​حركة أمل​ بالمالية والتيار الوطني الحر بالخارجية ورئيس الجمهورية بالدفاع. وهناك معلومات ترددت أيضاً، عن تنازل القوات عن مطالبتها بمنصب نائب رئيس الحكومة، الذي أصبح محسوماً أن رئيس الجمهورية يريد تسميته. كل هذه التنازلات دفعت بحسب مصدر وزاري بارز نواب التيار الوطني الحر الى القول "ليس هناك من عقدة تمثيل مسيحي، العقدة عند الدروز وتحديداً عند النائب السابق ​وليد جنبلاط​ الذي يريد إختصار الطائفة بحزبه".

المصادر المتابعة لعملية التأليف، كشفت أن التنازلات القواتية لم تأت من لا شيء، بل مقابل رفع مستوى الحقائب الأربعة التي سيحصل عليها تكتل "الجمهورية القوية"، وهنا تشير المعلومات الى أن القوات قدمت التنازلات مقابل شطب وزارة الدولة من حصتها وإستبدالها بحقيبة على أن تصبح حصتها مؤلفة من أربعة حقائب، وقد قدمت قيادة ​معراب​ لائحة للمفاوضين أي لرئيس الحكومة المكلف، تضم حقائب خدماتية بإمتياز.

كل هذه التطورات القواتيّة وضعتها القوات برسم الحريري، الذي نقلها الى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، وبناء عليها، كان الكلام التفاؤلي بأن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً على صعيد تأليف الحكومة، كل ذلك بالتزامن مع معطيات لدى رئيس الحكومة المكلف لم يكشف عن تفاصيلها، ترجّح حصول تطور على صعيد العقدة الدرزيّة، وتحديداً بالنسبة الى النائب السابق وليد جنبلاط الذي سرّب للمفاوضين بأنه مستعد لتقديم التنازلات إذا قدم الآخرون التنازلات المطلوبة منهم تسهيلاً لعملية التأليف.

إذاً، أيام قليلة ويظهر الخيط الإبيض من الأسود، ويتبين للبنانيين إذا كان التفاؤل في محله أم أن الأمور لا تزال عالقة، فهل تولد الحكومة كما يسوقون ويقولون ويصرحون بسبب حلحلة العقد الداخلية أم أنها ستبقى تنتظر الضوء الأخضر من الخارج كما تسوق أوساط ​حزب الله​؟.