منذ عدّة أيام، تعاني ​مدينة النبطية​ والبلدات المجاورة من انقطاع المياه عنها دون أي تبرير من مصلحة المياه المعنية. وازاء ذلك انتعشت عملية شراء المياه بالصهاريج، حيث لا تتوقف الجرارات الزراعية، بهديرها ليلا ونهارا عن نقل المياه من الابار الخاصة إلى المواطنين، في حين بلغت تكلفة الصهريج سعة عشرين برميلا ما يقارب 25 الفا، ما يضاعف الازمات الحياتية والانمائية التي تعاني منها المنطقة، بدءا بالتقنين القاسي للتيار الكهربائي وصولا إلى ​أزمة النفايات​.

في هذا السياق، أشار محمد الدنان، صاحب صهريج، إلى أن انقطاع المياه تعاني منه معظم البلدات، لافتاً إلى أنه ينقل المياه إلى المواطنين في النبطية و​كفرجوز​ و​شوكين​ وحبوش و​كفررمان​ و​النبطية الفوقا​ بسعر 25 الف للصهريج الواحد، حيث يدفع 6 الاف ليرة عن كل صهريج لصاحب البئر الخاص من حبوش، كاشفاً أن الأخير، أمام ضغط انقطاع المياه، سيعمد إلى رفع التعرفة لتصبح عشرة الاف ليرة، مما سيضطره لرفع سعر الصهريج إلى 30 ألفا.

من جانبه، لفت سامي فيه، من بلدة كفرتبنيت، إلى أن الوضع تفاقم منذ ايام بانقطاع ​مياه الشفة​، الأمر الذي يدفع المواطنين لشرائها، موضحاً أن العائلة، تحتاج على الأقلّ الى 4 صهاريج، ما يعني دفع 120 ألفا، وهو أمر يكبدهم أعباء باهظة اقتصاديا، قائلاً: "معاناتنا تتدحرج ككرة ​الثلج​، بينما ليس هناك من يسمع أصوات الاستغاثة، وما سمعناه من كلام قبل ​الانتخابات​ انتهى مفعوله بانتهائها".

بدوره، أوضح علي مكنى، من ارنون، أنه "رغم فقداننا للمياه و​الكهرباء​ وتكبدنا دفع الفاتورة مرتين، نتفاجأ بانذرات من مصلحة ​كهرباء النبطية​ بتسوية المخالفات، ورغم أن المياه مقطوعة فإن المصلحة تهدد بقيام فرق التفتيش بتنظيم ​محاضر ضبط​"، متسائلا: "ماذا عن وضع النازح السوري الذي لا يدفع فاتورة الكهرباء ولا فاتورة المياه منذ سنوات"؟!.

على صعيد متصل، أشار محمود أرناؤوط، من النبطية، إلى أننا "تبلغنا إنذارا من ​مصلحة مياه لبنان الجنوبي​ يدعو لتسوية أوضاع المخالفين والمعتدين على الشبكة، بأقصى سرعة ممكنة، لأن فرق التفتيش المركزية ستبدأ بتنظيم حملات لقمع المخالفات في كافة البلدات" ناهيك عن غرق البلدات والقرى بانقطاع عشوائي ومزمن لمياه الشفة، ما يدفعهم إلى شراء المياه.

من جهته لفت محمد علي عليق، من بلدة يحمر، إلى أن نواب النبطية قطعوا وعدا قبل الإنتخابات بأن المياه ستعود إلى البلدة، مع العلم أنها محرومة منها منذ ربع قرن، مشيراً إلى أن "احدهم قال سيسقينا المياه من عينيه، والاخر قال اننا سنعمل على تحلية مياه البحر وجرّها إليكم، بينما الثالث قال مستعد لدعمكم والقيام بجولات على المعنيين لاعادتها، إلا أن الوعود تبخرت".

وأوضح صادق جوني، من بلدة حبوش، "أن بلدتنا تعوم على الابار والينابيع ومعظمها تراجع منسوبها، في حين أن مياه الدولة لا تأتي، خلال هذه الأشهر، بسبب تراجع مصادر المياه من نبع "الطاسة" أو من ابار فخر الدين، ورغم ذلك سمعنا أن مصلحة مياه لبنان الجنوبي وجهت إنذارات".

من ناحية أخرى، لفت علي معلم، من ​بلدة كفررمان​، إلى أن "​اتحاد بلديات الشقيف​ تركنا حتى وصلنا إلى الأفق المسدود على صعيد أزمة النفايات"، مشيراً إلى أنه "عندما استقال رئيس البلدية أرسلوا سيارات لنقل جزء منها إلى مكبّ في الزراية لقاء 60 ​دولار​ للطن الواحد"، متسائلاً: "لماذا لم يتحركوا قبل استفحال الأزمة"؟، كاشفاً أن "معاناتنا كغيرنا من البلدات المجاورة مع الكهرباء والمياه، وحالنا تشبه حال الغريق الذي لا يجد من ينقذه".