تؤكد اوساط سياسية في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​ وعاملة على خط التشكيل ان لا جديد حكومياً وان إعطاء مهل للتأليف وإعطاء مواعيد هو من باب بث "جرعات تفاؤل" مطلوبة ولكن لا يجب الاكثار منها بناء على تمنيات شخصية او مجرد لقاءات ثنائية او ثلاثية فتحت كوة بسيطة في جدار الازمة الضخمة حتى لا نصاب بخيبات امل متكررة. وتشدد على ان العقد هي نفسها ولم نلمس حتى الساعة جدية من الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ لحلحة العقد او القيام بجهد نوعي من شأنه ان يبدد "الحجج" الداخلية لمنع التأليف. وتشير الاوساط الى ان العامل الخارجي بات كبيراً وموانع التأليف تتنوع بين داخلي وخارجي ويبدو ان العامل الخارجي والسعودي والاميركي تحديداً دخل على خط تعطيل التأليف ويبدو وفق الاوساط ايضاً اننا امام مرحلة طويلة من تصريف الاعمال قد تتجاوز الصيف بأكمله.

هذه المعطيات التي باتت في عهدة القوى الاساسية المسهلة والمعرقلة تؤكد ان لا افق قريباً لانتهاء الازمة الحكومية ما حدا برئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ الى الدعوة لجلسة انتخاب ​اللجان النيابية​ وكذلك التحضير لدعوة نقاش نيابية لاسباب عرقلة تأليف ​الحكومة​ وتشير الاوساط ان الرئيس بري اراد من الدعوة الى جلسة انتخاب اللجان تحريك الركود الحكومي ولكنه يؤكد للقاصي والداني ان لا حكومة قريباً فلو كانت قريبة لما كان دعا الى جلسة انتخاب اللجان ولوح بجلسة تشاور وكان انتظر حتى نهاية تموز مثلاً!

في المقلب الآخر تحرك البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ على خط ​الرابية​ و​معراب​ و​بعبدا​ وعمل على سحب فتيل ​تفجير​ المصالحة القواتية – البرتقالية وفصل بين الصراع على السلطة وتوزيع الحصص الحكومية وبين تأليف الحكومة.

ففي الاسبوع الماضي اعلن البطريرك الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ من بعبدا انه ضد الثنائيات والثلاثيات وانه يدعم الوحدة ​المسيحية​ واللبنانية ومع التعايش الكامل بين ابناء لبنان كله. ووفق اوساط مسيحية متابعة للعلاقة بين ​بكركي​ وبعبدا فإن العلاقة جيدة بين الطرفين فالراعي حرص على زيارة عون كمرجعية مسيحية ووطنية وتشاور معه في كل الملفات ليؤكد ان بكركي تدعم العهد بما يمثله من اعلى موقع مسيحي في لبنان وما له من رمزية وطنية ايضاً. وهذا يؤكد وعلى عكس ما يشاع ان للراعي مواقف متناقضة مع عون. وتلفت الاوساط الى ان الراعي أكد لعون انه مع التفاهم والمصالحة والحوار بين كل المسيحيين وانه يدعم ​المصالحة المسيحية​ حتى النهاية لما لها من اهمية كبرى في تهدئة الشارع وترسل اشارة ايجابية لباقي الطوائف. كما أكد الراعي انه مع وحدة الصف المسيحي وان بكركي هي الجامع لكل الاطياف والاحزاب المسيحية وحتى المستقلين ولا تفرق بين احد منهم ولا تتبنى اية وجهة نظر سياسية وحزبية لاحد.

في الملف الحكومي ما لم يقله الراعي الاسبوع الماضي من بعبدا، افصح عنه امس الاول بالقول انه لا يجوز ان تكون الحكومة كنية عن مجلس نيابي مصغر والمقصود وفق الاوساط ان الراعي يؤكد لمن يهمهم الامر ان الاهم هو لبنان والمصالح الوطنية وتجاوز التحديات الكبرى والاقتصادية خصوصاً والكنيسة على تماس يومي مع هموم الناس وما يصل الى الراعي يكاد يفوق طاقة احد على الاحتمال. ومن هنا فإن الراعي يؤيد اي خيار يسير به عون لتأليف الحكومة فالمهم تأليفها وعدم الانتظار أكثر فمن يوافق على التشكيل المطروح اهلاً وسهلاً به ومن لا يريد فليبق خارجها لا يمكننا الانتظار اكثر. وتعتبر الاوساط ان هذا المواقف تشكل "فتحة صغيرة" امام عون للسير بخيار حكومة من حضر او حكومة التحديات المفروضة على لبنان داخلياً وخارجياً.

وفي حين يؤكد ​التيار الوطني الحر​ اننا وبكركي على الخط نفسه والموجة نفسها والخطوط مفتوحة بين بكركي وبعبدا وبين بكركي والرابية في اي وقت والعلاقة جيدة وكل طرف يعبر عن رأيه وفق ما يراه مناسباً الاهم اننا متفقون على انقاذ لبنان بحكومة قوية تساند العهد القوي.

في المقابل تشير اوساط قيادية في ​القوات اللبنانية​ اننا لا نعتبر كلام البطريرك الراعي موجهاً ضدنا فعلاقتنا به جيدة وهو يعبر عن مواقفه الحكومية من منطلق الحرص الوطني ومن موقع ان بكركي حضن جامع لكل اللبنانيين والمسيحيين ولا نعتقد ان الراعي يؤيد حكومة اكثرية او حكومة امر واقع بمن حضر فما يقوله هو للتسريع وتحميل المسؤوليات للمعرقلين.