يعدّ مشروع اعادة اعمار ​سوريا​ الأهمّ بالنسبة ل​لبنان​ الذي يُنتظر أن يكون له دور أساسي في هذا المجال، بحيث يساعد هذا الأمر على إعادة تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية التي تأثّرت سلباً خلال ​الحرب السورية​ نتيجة عدّة عوامل أبرزها ​النزوح السوري​ الكثيف وتداعياته وصعوبة حركة التصدير والتبادل التجاري.

يختلف الوضع الحالي عن الأيام السابقة، خصوصاً وأن ورشة إعادة إعمار سوريا باتت اليوم في انتظار الاعلان عن انطلاقها، مع بسط ​النظام السوري​ سيطرته على مساحة شاسعة من الأراضي في سوريا. ويعوّل الكثيرون على دور لبناني في ان يكون بوابة لهذه الورشة، ليبقى السؤال: هل يكون لبنان شريكا أساسيا في اعادة اعمار سوريا؟

كل المؤشرات تعطي لبنان الافضلية في الورشة المرتقبة، وعليه، بدأ عقد المؤتمرات تحضيراً للمرحلة القادمة، ومنها ورشة عمل متخصصة بآفاق الاستثمار بمرحلة اعادة الاعمار بعنوان "How & Why - Invest Syria Re -Build " في بيروت. وهنا يرى المدير التنفيذي لشركة الباشق السورية المنظمة للورشة تامر ياغي أن "اعادة اعمار سوريا هي المرحلة التي يراهن عليها الإقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، بحيث تعتبر فرصة يقدر حجمها وفق الخزانة الاميركية، بألف وخمسمئة مليار دولار".

ولفت ياغي عبر "النشرة"، الى أننا "نسعى الى تنظيم مثل هذه المعارض وذلك حتى نحفّز الأسواق اللبنانية لتكون نقطة إنطلاق الى سوريا"، مضيفاً: "يمكن للبنان أن يلعب دوراً عن طريق الصناعة والتجارة وحتى عن طريق ​القطاع المصرفي​ اللبناني الذي يمكن أن تستخدمه سوريا كممر في ظلّ الحصار عليها، فيتحول الى طرف ثالث يربط سوريا بالشركات العالمية".

من جهته، يرى المدير التنفيذي لشركة "شام القابضة" نصوح النابلسي أن "العقوبات على سوريا ستشكّل العامل الاساس الذي سيعيق عملية إعادة الإعمار بسهولة"، مشيرا الى أن "العقوبات الاقتصادية شلت كل نواحي الحياة، ولكن القاعدة الأساسية تم وضعها، والخطوات التي تتخذها ​الحكومة السورية​ في تعديل أنظمة الاستثمار كانت جريئة وهي ستساهم في تأمين تسهيلات للمستثمرين وتوفّر في المرحلة القادمة طفرة على صعيد الإستثمار".

أما العضو السابق ل​مجلس الشعب السوري​ مايا سعادة فأكدت أن "اعادة الإعمار بدأت، ليس على صعيد ​البناء​ ولكن على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي"، لافتة في نفس الوقت الى أن "سوريا يمكن أن تستفيد من الخبرات اللبنانية التي تمرّست في السنوات السابقة في مجال إعادة الإعمار، خصوصاً وأن لبنان مرّ بحروب إستلزمت إعادة اعماره".

لم تعد عملية اعادة الاعمار في سوريا بعيدة، وفيما تصب كل التوقعات في خانة استفادة لبنان من هذا الحدث الذي سيشكل العنصر الاقتصادي الابرز في المنطقة للسنوات المقبلة، على اللبنانيين ان يتحضروا جيداً لمواكبة الوضع وعدم تفويت الفرصة لتحقيق انطلاقة اقتصادية موعودة.