أبلغت مصادر واسعة الإطلاع في ​وزارة الخارجية​، إلى صحيفة "الجمهورية"، أنّ "التحرّك الدولي المستجد في اتّجاه معالجة أزمة ​النازحين السوريين​ هو في جانب منه نتاجُ الجهد الحثيث الّذي بَذله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ لدفع عواصم القرار إلى تحمّل مسؤولياتها"، مركّزًة على أنّ "الدبلوماسية ال​لبنان​ية ساهمت لكي تكون المبادرة الروسية لعودة النازحين، مانحةً غطاءً أكبرَ للعودة ومساهِمةً في تسريع وتيرتها".

وأكّدت، تعليقًا على قول رئيس "حزب القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ إنّ زيارة باسيل إلى ​الولايات المتحدة الأميركية​ هي فرصة ليناقش الأميركيين في ضرورة إعطاء الأولوية لعودة النازحين الموجودين في لبنان، أنّ "باسيل لم يكن ينتظر تلك الزيارة لتثبيتِ هذه الأولوية، وهو ليس من النوع الّذي ينتظر أن يأتي الحدث من الخارج حتّى يتحرّك، بل إنّ ملفّ النازحين كان ولا يزال الهمّ الأساسي والخُبز اليومي للدبلوماسية اللبنانية الّتي ساهمت في صنع الحدث ولم تكتفِ بالانتظار".

وشدّدت مصادر الخارجية على أنّ "التواصل اللبناني الرسمي مع دمشق قائم، وهو سيزداد وسيتعزّز في المرحلة المقبلة، بحكمِ موجبات الواقع المتزايدة من جهة، وبحكمِ المبادرة الروسية من جهة أخرى. أمّا بالنسبة إلى المعترضين على ذلك من اللبنانيين، فإنّ من يرضى بالتعاون مع ​روسيا​ فهذا معناه أنّه يَقبل ضمنًا بالنظام في ​سوريا​، خصوصًا أنّ هناك تحالفًا وثيقًا واستراتيجيًّا بين موسكو ودمشق".

وأشارت إلى أنّ "التواصل بين لبنان وروسيا قائم كذلك"، كاشفةً عن أنّه "سيتّخذ شكلًا جديدًا يناسب مقتضيات التعاون في ملف ​النزوح​، ونحن جاهزون أيضًا للعمل مع ​الأمم المتحدة​ وواشنطن، طالما إنّ كلّ الروافد تصبّ في نهاية المطاف، في خانة عودة النازحين وتخفيف الأعباءِ عن اللبنانيين".