نفذت قوة من ​الجيش اللبناني​ أمس عملية نوعية في البقاع أسفرت عن القضاء على المطلوب اللبناني الخطر علي زيد اسماعيل و7 آخرين من أفراد عصابته. عملية هي الأكبر والأضخم منذ اتخاذ الجيش لاجراءاته المشددة في البقاع.

بعد محاصرة منزل المطلوب بمئات مذكرات التوقيف علي زيد اسماعيل في بلدة الحمودية في بعلبك، رفض المتواجدون في المنزل تسليم أنفسهم. حاول قائد القوة العسكرية التي تنفذ العملية إقناعهم بالخروج والاستسلام عبر استعمال مكبّر للصوت. رفضوا الخروج من المنزل وأطلقوا النار باتجاه عناصر الجيش، فردّ العناصر بالمثل لتنتهي العملية الى مقتل اسماعيل ومعه 7 عُرف منهم محمد زيد اسماعيل، عيسى طالب مظلوم، والدة علي اسماعيل زينب، احمد علي حويشان اسماعيل. وفي نهاية النهار كان مجموع الذين تم توقيفهم يزيد عن اربعين مطلوبا لبنانيا وسوريا، الى جانب مصادرة عدد من السيارات المسروقة وأسلحة خفيفة وكميات من المخدرات.

بعد مناشدات الوفود البقاعية التي زارت قائد الجيش جوزيف عون بالأسابيع الأخيرة، والزيارة التي تكشف عنها مصادر مطلعة عبر "النشرة" والتي قام بها مسؤول رفيع ب​حركة أمل​ ومعه مسؤول رفيع ب​حزب الله​ منذ أيام الى قائد الجيش والتي أبلغوه فيها بأن الحركة والحزب يطلبان من الجيش اطلاق يده الأمنية في البقاع وبأنهما لن يغطّيا أحدا مهما علا شأنه، تحرك الجيش اللبناني فكانت عملية الأمس تتويجا لجهود استخباراتية انطلقت منذ مدة.

وتضيف المصادر: "صحيح انها العملية الأولى بعد قرار القيادة السياسية والعسكرية إنهاء الحالات الشاذة في ​بعلبك الهرمل​، ولكنها لن تكون الأخيرة، فالقرار الحاسم اتخذ مدعوما من الجميع والهدف هو تغيير وجه البقاع امنيا بعد أن تمكن بعض كبار المطلوبين من جعله سائبا أمنيا".

وتكشف المصادر أن "الجيش اللبناني وضع خطة متكاملة ورسم أهدافا لمصادر الخطر وحدد الاشخاص الخطرين الذين يشكلون مصدرا للجريمة المنظمة في البقاع، خصوصا وأن القيادة تعلم بأن القضاء على الكبار يخيف الصغار ويجعلهم يسلمون أنفسهم لتسوية أوضاعهم او يتوقفون عن العمل"، مشيرة الى أن مديرية المخابرات تعمل بالتنسيق الكامل مع الامن العام لتغيير صورة البقاع.

أما بالنسبة لاسماعيل فتكشف المصادر أن الشاب البالغ من العمر 31 عاما (مواليد 1987)، هو من أبرز رؤوس العصابات في البقاع التي تحترف ​تجارة المخدرات​ وسرقة السيارات، مشيرة الى أنه بقي في لبنان ولم يغادر الى سوريا كغيره من رؤساء العصابات كونه اعتقد أن أحدا لن يستطيع مداهمته في قريته بسبب التجهيزات التي قام بها هناك، من مخابىء وغيرها.

يربط متابعون بين العملية النوعية التي قام بها الجيش وبين الحديث عن تشريع ​زراعة الحشيشة​ في البقاع، ولكن بحسب مصادر مطلعة فإن الأمرين لا يتعلقان بعضهما ببعض، فالقرار العسكري سبق الحديث عن تشريع زراة الحشيشة، على الرغم من أن القضاء على العصابات في البقاع يخدم الدولة في مشروعها، خصوصا وأن مزارع الحشيشة اليوم لا يستفيد ماديا كما يستفيد زعماء العصابات الذين يسيطرون على تجارة المخدرات في البقاع.

وتضيف المصادر: "يعلم المسؤولون اللبنانيون أن تشريع زراعة الحشيشة لن ينهي عمل تجار المخدرات الذين سيستمرون بتجارتهم مما يعرض كل مشروع تشريع الحشيشة للخطر، لذلك سيكون ضروريا إنهاء هؤلاء التجار وتوقيفهم، الا أن لا يعني أن عملية الأمس جاءت بسبب هذا الأمر".

غادر "زعماء" العصابات البقاعية الأراضي اللبنانية الى سوريا مع بدء اجراءات الجيش، ولكن هذا لا يعني بأن قيادة الجيش لن تعمل جاهدة لسوقهم أمام العدالة.