نوّه المفتي الجعفري الممتاز العلامة الشيخ ​أحمد قبلان​، إلى أنّ "في المجموع المقارن عند أتباع الأديان، الدين حاجة ضرورية، منطق ربح، سعادة أبدية، مطلب إنساني وأخلاقي، محلّه مصلحة الإنسان، وحاجته في الدنيا والآخرة، ببعد النظر عن مصدر الدين لأنّ بعضها مصدره أرضي، لا سماوي"، موضحًا أنّ "منطق أنّ الدين لصالح الإنسان يفرض أن نكرّس مواد ومفاهيم تهدف إلى حماية هذا الإنسان، وإلى توثيق علاقاته وتأمينه ضدّ المخاطر والنزاعات، وإلى منع الأشكال المتوحّشة بين أطرافه، وأن نمكّنه من القدرات والإمكانات الّتي تعزّز دوره كإنسان مخلوق له حاجاته الكونية والاجتماعية، وله مصالحه العامة".

وبيّن في كلمة له خلال مؤتمر علمي بعنوان " ​المحبة​ والعدالة في الأديان" أقامته المستشارية الثقافية الإيرانية والجامعة ​الإسلام​ية في ​لبنان​، برعاية العتبة الرضوية المقدسة وضمن الندوات التمهيدية للمؤتمر الدولي عن الإمام علي بن موسى الرضا، أنّ "مبدأ المحبة والعدالة في الأديان يفترض أمورًا متعددة، منها وعي الذات وفهم الآخر، احترام الآخر وتأمين حمايته الفكرية والجسدية والمجتمعية والتعبيرية، تمكين الآخر من ممارسة قناعاته المبررة ومنع مطلق العدوان عنه وعليه، التعايش الآمن والتفاعل الضامن للأشكال المعرفية، ومنها الحقوق الدينية، تكريس الدين كملاذ لمبادئ الحماية والأمان والاستقرار، وليس سببًا للنزاعات والقطيعة والذبح والعدوان، لأنّ الدين بجوهره رحمة وعون وهداية وإنقاذ، وتأمين ومسامحة وعقل وإرشاد وما إلى ذلك".

وشدّد قبلان على أنّ "ليس في القرآن أي ذكر للسيف أو القطيعة أو العداوة أو النزاع لمجرّد أنّ الآخر مختلف دينيًّا، بل فيه تحريض على المودّة والمحبة والبرّ كأساس إطاري للعلاقة مع الآخر"، مؤكّدًا "أنّنا نصرّ على أنّ التعددية السياسية يجب أن تتأطّر ضمن هذا المبدأ، مبدأ الشراكة النوعية، والمصالح العامة للدول والناس، لا على قاعدة ​الولايات المتحدة الأميركية​ أوّلًا، بل وفق القواعد الراعية لمصالح الناس وحقوقها أوّلًا، بعيداً عن الفوارق السياسية والدينية والعرقية والاجتماعية وغيرها".

من جهته، لفت المستشار الثقافي الإيراني ​محمد مهدي شريعتمدار​، إلى أنّ "الله الخالق مصدر الكون ومرشد العباد إلى السعادة في الدنيا والآخرة، هو الرحمن الرحيم الّذي شمل لطفه كلّ عباده، بل والكائنات على وجه الأرض، وهو الّذي يحبّ المتّقين والمحسنين والمتطهرين والمتوكّلين والمقسطين والّذين يقاتلون في سبيله والصادقين والتوابين والمستغفرين، ولا يبغض إلّا المعتدين والخائنين والظالمين والمفسدين وكلّ مختال فخور ومن كان خوانًا أثيمًا".

وأشار إلى أنّ "الله زرع الحب حيث وضع رسالته وأرسل أنبياءه. فالنبوة هي الحب والرفق. كما أنّ الحب واتباع الرسالات الإلهية متلازمان: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. كما والإمامة هي الحب"، مركّزًا على أنّ "الحب قوام الحياة، والحب يقتضي وينمّي حسن الخلق وحسن الصحبة ولين الكلام وبذل السلام والرفق والإيمان والعمل الصالح، وإتقان

أمّا ممثل ​العتبة العلوية​ السيد حميد علوي، فأكّد أنّ "الإسلام يرى أنّ الأديان السماوية جاءت لاستمرار التواصل بين الله والانسان، وحوار الاديان هو فرصة لسماع جميع الاصوات من اجل التعايش السلمي الذي يجلب الخير والسعادة البشرية، كما ان العقل اكبر نعمة وهبها الله لانسان قادر على التمييز بين الحق والباطل، وهو الامر المرجو من حوار الاديان".