اشار سينودس أساقفة ​الكنيسة السريانية​ الكاثوليكية الأنطاكية الى ان الآباء توقفوا عند أحوال أبناء الكنيسة السريانية وبناتها إزاء الخضات المخيفة التي تحملوها، وهم يرفعون الصوت عاليا أمام العالم، مستنكرين النكبات التي حلت بشكل خاص بالكنيسة السريانية في الأعوام الماضية، والتي أدت إلى اقتلاع عدد كبير من أبناء شعبها من أرض الآباء والأجداد في سوريا والعراق، فضلا عما يحدث في مصر والأراضي المقدسة. نكبة تكرر مأساة الإبادة التي حلت بأجدادهم منذ مئة عام! هذا الإنتهاك الخطير لحقوقهم المدنية قد هز كيانهم الإنساني والمجتمعي والحضاري، لا سيما وقد اختبروا مآسي تشرد آلاف العائلات في أنحاء شتى من العالم.

وهنأ ​السينودس​ الذي عقد برئاسة بطريرك ​السريان الكاثوليك​ الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​ في دير سيدة النجاة - الشرفة البطريركي، ​درعون​ - حريصا، لبنان، اللبنانيين على إجراء ​الإنتخابات النيابية​ في جو من الديموقراطية وقبول الآخر، وكرروا صرختهم إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورؤساء الأحزاب المسيحية، بوجوب تمثيل الطائفة السريانية الكاثوليكية في الحكومة الجديدة، ووجهوا نداء لمعالجة الأزمات الإقتصادية وغلاء المعيشة ومعضلة توقف القروض الإسكانية التي باتت تهدد مستقبل الشباب اللبناني. هذا بالإضافة إلى المعاناة التي تواجهها المدارس الخاصة في متابعة رسالتها التربوية، ما يلقي على عاتق الدولة مسؤولية إيجاد حلول جذرية تؤمن حقوق المواطنين من كل الفئات، وتوفر الفرص للشباب ليتجذروا ويصمدوا في بلدهم لبنان ولا يهاجروا منه.

وثمن الآباء الجهود المبذولة في سبيل وقف الحرب وإيجاد حل نهائي وجذري للأزمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام، مهيبين بجميع الأطراف العمل معا من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، ومطالبين برجوع ​النازحين السوريين​ إلى أرضهم، ومحذرين من مخططات تهدف إلى سلب هوية بيت نهرين (الجزيرة).

وشدد الآباء على ضرورة التعاضد والتكاتف بين جميع مكونات الشعب العراقي، كي يجتاز بلدهم هذه المرحلة التي يتخبط فيها، فيحكم الجميع العقل ويغلبوا لغة الحوار وقبول الآخر، باذلين كل جهد لإعادة الأمن والسلام والإستقرار إلى أرض الرافدين الغالية، لما فيه خير وطنهم، وخاصة المكون المسيحي الأصيل والمؤسس فيه. وأعرب الآباء عن ثقتهم بالقيادة الحكيمة للرئيس والحكومة في مصر، ولما لهذه القيادة من أثر إيجابي يساهم في تعزيز الإستقرار والطمأنينة لدى المواطنين، وخاصة لدى المسيحيين بعد ما عانوه من أعمال عنف وإرهاب.

وأكد الآباء على أن القدس هي مدينة لجميع أتباع الديانات الثلاث، مشددين على حق ​الشعب الفلسطيني​ بالعودة إلى أرضه، والوصول إلى سلام دائم بحل الدولتين. كما جدد الآباء مؤازرتهم وتضامنهم مع جميع المعذبين والمضطهدين من أبناء شعبهم السرياني، الذين يكابدون آلام النزوح والهجرة والإقتلاع، مؤكدين لهم أن الكنيسة ستبقى إلى جانبهم، تقدم لهم كل ما تستطيع من مساعدة وخدمة كي يستمروا بأداء الشهادة للرب يسوع.

وقرر الاباء عقد المؤتمر الثاني للكهنة السريان الكاثوليك في العالم، وذلك في لبنان خلال العام 2020، وستشكل لجنة للإعداد للمؤتمر. كما تم إقرار الشرع الخاص بكنيستنا السريانية الكاثوليكية، على أن يصار إلى إصداره بحسب الأصول المرعية. وإتمام طباعة الكتاب الجديد الخاص بالقداس الإلهي قبل انعقاد السينودس القادم، بعد أن أنهت اللجنة الطقسية دراستها بشأنه. وتمت الموافقة على عقد اللقاء العالمي للشباب السرياني الكاثوليكي مرة كل ثلاث سنوات، وسيكون اللقاء الثاني في صيف العام 2021.

يذكر ان السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية عقد برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي وبمشاركة آباء السينودس الأساقفة القادمين من الأبرشيات والنيابات البطريركية والرسولية في لبنان وسوريا والعراق والقدس والأردن ومصر و​الولايات المتحدة الأميركية​ وكندا، والزائرين الرسوليين في أستراليا وأوروبا، والوكيل البطريركي في روما، وذلك في الفترة الممتدة من 23 حتى 27 تموز 2018، في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان.