أشار مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في "القوات"ال​لبنان​ية"شارل جبور الى أن هنالك "دينامية جديدة على مستوى تأليف ​الحكومة​، انطلقت مع زيارة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يوم الاربعاء الماضي الى ​قصر بعبدا​، بعد أكثر من شهر على غياب اي لقاء بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​"، لافتا الى ان "هذه الدينامية من طبيعة محلية ولكن مترافقة مع قوة دفع اقليمية دولية بدأت مع الاتفاق الأميركي–الروسي"، مشددا في الوقت عينه على ان ذلك"لا يعني وجود تدخل خارجي بالتأليف، لكن المنطقة دخلت في مرحلة سياسية جديدة تستدعي مواكبة محلية".

واعتبر جبور في حديث لـ"النشرة" أن"هذا الوضع ممكن أن يشكل فرصة حقيقية لتجاوز حالة الجمود القائمة، خاصة وأن العقد الموجودة حصرا محليّة لا اقليميّة او دوليّة، أي أن تجاوزها يتم بقرار محلي، فلا تعقيد خارجي يحول دون التأليف"، مشيرا الى ان"المطلوب قرار سياسي، وقد عودنا رئيس الجمهورية على جرأته باتخاذ قرار مماثل بالأوقات المصيريّة. وهو ما حصل عندما احتدم الخلاف بين وزيرالخارجيّة في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​جبران باسيل​ ورئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ على خلفية توقيع وزير المال، فاتخذ الرئيس عونالقرار بالوقت المناسب لاستيعاب الخلاف والحفاظ على الانتظام العام والمؤسساتي". وأضاف:"الاعتقاد السائد أن رئيس الجمهوريّة سيدفع باتجاه خطوات تؤدّي الى تجاوز العقدتين المسيحيّة والدرزيّة بما يحفظ ماء وجه الجميع ويؤدي الى التشكيل، لأن خلاف ذلك ستبقى الأمور على ما هي عليه أسابيع واشهر وربما سنوات، لأن العقد لا يمكن تجاوزها من خلال انتظار تراجع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"وليد جنبلاط والدكتور ​سمير جعجع​، من هنا وجوب الذهاب باتجاه مبادرة جريئة وشجاعة تقوم على تدوير الزوايا وتؤدي لتجاوز الوضع القائم".

ورأى جبور ان موضوع عودة ​النازحين السوريين​، "سيعجّل على ما يبدو في عملية التشكيل، بحيث ان التطورات التي ظهرت وتظهّرت مع الاتفاق الأميركي–الروسي، بيّنت أن هناك اندفاعة على مستوى المنطقة، وفي حال لم يصار الى ​تشكيل الحكومة​ ستكون الامور ممسوكة من قبل رئيس الحكومة المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وهذا ما لا يناسب الاطراف الأخرى وتحديدا حزب الله،الذي يريد أن يطمئن الى دوره في المرحلة ​الجديدة​ المليئة بالتحديات، لذلك يفضل أن يكون هناك حكومة له دور واضح فيها". وقال:"ما ظهر على مستوى النازحين قد يكون بداية لخطوات أخرى ستتظهّر على مستوى المنطقة لجهة اعادة ترتيبها وهندستها وفق الأجندة التي تم الاتفاق عليها خلال اللقاء التاريخي بين الرئيسين الأميركي ​دونالد ترامب​ والروسي ​فلاديمير بوتين​، والذي يبدو أن ما قبله لن يكون كما بعده، لذلك كل الأطراف حريصة أن تكون موجودة على الطاولة من أجل أن تقرر وتكون مواكبة للخطوات المستقبلية".

وردا على سؤال، اعتبر جزرا أن "كل ما كنا نقوله كقوّات لبنانية في مراحل سابقة لجهة أن لا وجود لنظام الأسد في ​سوريا​، أثبتته الوقائع والأحداث حيث ان هذا النظام لا يمون على ملف بحجم النازحين"، مشددا على ان"اي قرار في سوريا بيد ​موسكو​ وليس النظام". وأضاف:"كان الاسد يحاول أن يطبّع العلاقات مع لبنان، ويستخدم ملف النازحين لاستفزاز وابتزاز اللبنانيين والذهاب نحو مقايضة مستحيلة، عنوانها اما ابقاء النازحين في لبنان او عودتهم بعد تطبيع العلاقات معه. وقد كان هناك من يريد تحميلنا من خلال رفضنا للتطبيع مسؤولية بقاء النازحين، وبالتالي الكلفة الكبيرة للملف على ​الاقتصاد اللبناني​". ورأى أن"أكبر دليل أن النظامالسوري لم يكن يريد عودة النازحين هو أن ​الأمن العام​ حين كان يرفع لوائح أسماء الراغبين بالعودة اليه بالآلاف، كان يرد بالموافقة على العشرات، واضعا هذه الموافقة باطارالخطوات الدعائيّة والاعلاميّة والتي تهدفلفصل لبنان عن محيطه العربي وعمقه الدولي، والاستفراد بهوجعله لقمة سائغة لدى هذا النظام واعادة استتباعه والحاقه بسوريا". وقال:"اليوم تم تدويل هذا الملف، ولم يعد لبنان عرضة لابتزاز النظام غير الموجود على الخريطة الدولية، والموجود فقط شكلا لتمرير مرحلة سياسيّة معيّنة، فموسكو من يقرر عنه وهو فاقد لقراره". وأضاف: "تدويل ملفّ النازحين يؤكّد أنّ كلّ الملفات الأخرى وحتى الحدودية في مراحل لاحقة سيتم تدويلها، علما ان النظام يحاول ابتزاز لبنان من خلال القول بأن الصادارات اللبنانية لا يمكن أن تمر الا من خلال التنسيق على أعلى المستويات معه، وهذا الأمر لن يتحقق".

ولفت جبور الى ان"أكثر ما أزعج ​النظام السوري​ أن الحريري من خلال شبكة علاقاته الدولية دخل فورا على الخط ان كان مع ​الولايات المتحدة الاميركية​ او المسؤولين الروس، باعثا برسالة واضحة أن الامور تنسق مع موسكو وليس مع دمشق الأسد، لذلك سمعنا في المرحلة الأخيرة كلاما عن اسقاط المحكمة الدوليّة وعن عودة العلاقات اللبنانية–السورية، وهو كلام بوحي سوري لتسخين الساحة اللبنانية ولكن دون طائل لأن هذا النظام فاقد لشرعيته"، مشددا على انه بالنسبة لـ"القوات"،"لا يمكن احياء هذه العلاقات قبل انتهاء الحرب نهائيا، وأن يعم السلام في سوريا وتحظى الحكومة الجديدة بدمشق بشرعية سوريّة واقليميّة ودوليّة"، وختم:"لن يرى النظام أي تطبيع للعلاقات قبل ذلك الا في أحلامه".