أكّدت "رئيسة مهرجانات ​الأرز​ الدولية" النائب ​ستريدا جعجع​، أنّ "​رئاسة الجمهورية​ تبقى الضمانة والحصانة ل​لبنان​ السيد، الحرّ، المتنوّع والفريد بين دول المنطقة، بوجهه الحضاري والثقافي الرائد"، موجّهةً تحية إلى البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، "القيّم على تاريخ الحرية والإيمان، وعلى مجد لبنان. فإذا بقي لبنان، فلأنّ الكنيسة بقيت فيه، وإذا بقيت ​الكنيسة المارونية​، فلأنّ ​وادي قنوبين​ المقدس بقي صامداً على مر الأزمنة ، وجدران دير سيدة قنوبين الّتي تضم ذخائر البطاركة خير دليل".

ولفتت في كلمة لها خلال افتتاح الليلة الثانية من "​مهرجانات الأرز​ الدولية" الّتي تُقام للسنة الرابعة على التوالي، إلى "أنّنا مؤتمنون على إرثٍ تاريخي وحضاري وثقافي عمره من عمر غابة أرز الرب"، مركّزةً على "أنّنا مؤتمنون على إرث متجذّر كما الأرز في هذه الأرض، ويمتدّ على مساحة الـ10452 كيلومتر مربع، هذه المساحة الّتي أرادها الخالق مساحة التقاء وتفاعل للأديان السماوية والحضارات الإنسانية والتاريخ العالمي".

وتساءلت جعجع "هل هي مصادفة أن تجتمع في وطننا الصغير بمساحته والكبير بتاريخه، كلّ هذه الحضارات ليكرّس العالم خمسة مواقع لبنانية على لائحة التراث العالمي؟ من جبيل مهد الحضارة البشرية الّتي خرجت منها الأبجدية الأولى لتعلّم العالم الحرف، إلى ​بعلبك​ مدينة الشمس المشرقة في تاريخ البشرية. ومن صور مؤسسة قرطاج وأكبر المدن الفينيقية إلى عنجر التاريخ والشاهدة على الحضارة الأموية، إلى ​وادي قاديشا​ الصلب في مقاومته ومتواضع في صمته وصلاته".

وشدّدت على أنّ "لبنان رسالة تاريخ وحضارة وسلام. لبنان مختبر تاريخي للتفاعل الحضاري بين الأديان، وهو في هذا السياق حاجة إنسانية"، مشيةً إلى أنّ "لبنان مختبر تاريخي للعالم صحيح، لكنّه أيضًا اليوم عنوان تواصل مع كلّ دول العالم من خلال أبنائه المنتشرين عبر أصقاع الأرض"، منوّهًة إلى أنّ "كما أنّ خمسة مواقع لبنانية منتشرة على مساحة وطن الأرز تشكّل إرثًا حضاريًّا وثقافيًّا للعالم كلّه، فإنّ أكثر من عشرة ملايين لبناني ومتحدّر من أصل لبناني ينتشرون على مساحة الكرة الأرضية يحملون رسالة سلام وحضارة وتطوّر في خدمة البشرية جمعاء".

وبيّنت جعجع أنّ "هؤلاء اللبنانيين المقيمين منهم والمنتشرين حول العالم، أصرّوا قبل شهرين أن يثبتوا للعالم أنّهم متمسكون بنظامهم الديمقراطي، فأدلوا بأصواتهم في لبنان والخارج لتجديد الثقة بوطنهم وبإرادتهم بالعيش بسلام، رغم كلّ ما يجري من حولنا. فهنيئًا للبنانيين بديمقراطيتهم".