تبين لوزير العمل ​محمد كبارة​ خلال جولته على ​البنى التحتية​ لمشروع الارث الثقافي في الاسواق الداخلية ب​طرابلس​، بصحبة عدد من المهندسين الفنيين التابعين لمكتبه، ان بعض الاشغال في تلك المنطقة لا تنفذ بطريقة صحيحة وكما هو مطلوب وفق دفتر الشروط.

وأرسل كباره كتابين الى كل من رئيس ​هيئة التفتيش المركزي​ ​القاضي جورج عطية​ ورئيس ​مجلس الانماء والاعمار​ المهندس ​نبيل الجسر​ طلب فيهما اجراء اللازم بحق المقصرين والزام المتعهد بتنفيذ المشروع كما هو منصوص بدفتر الشروط الذي التزم المشروع على اساسه، ومما جاء في تقرير المهندسين الذين رافقوا الوزير كبارة: "بعد معاينة الأشغال في مواقع المشروع ومراجعة الخرائط ودفاتر المواصفات وجداول الكميات تبين ما يلي:

ـ البنية التحتية و​الصرف الصحي​ ومياه أمطار:

تم تنفيذ أشغال الأرصفة قبل أشغال البنية التحتية من صرف صحي ومياه ​الأمطار​ وريغارات.

وبحسب ما أكد المقاول فإنه سوف يقوم بإستخدام جزء من الاقنية العربية القديمة الموجودة لمياه الأمطار، مع أن هذه الأقنية لم تعد صالحة في مجملها وهي تتسبب بتسرب ​المياه​، ما يشكل خطرا على أساسات الأبنية الأثرية بسبب طبيعة التربة الدلغانية clay التي تؤدي الى إنخفاض التربة تحت تأثير تسرب المياه، وبالتالي تحدث تشققات إنشائية في المباني الأثرية، لذلك وجب الاستغناء بالكامل عن الأقنية العربية.

كما لاحظنا أن مقاس قساطل مياه الأمطار هو 20 سنتمترا وهذا يعتبر صغيرا بالنسبة للسوق الذي تكثر به ​النفايات​، ولاحظنا أن شبكة مياه الأمطار ليست على عمق كاف كما هو محدد في مستندات العقد، ولا يوجد حماية باطونية في الأماكن التي تقع ضمن العمق المطلوب.

كذلك فإن تنفيذ المسبعات ووصل القساطل بها غير مطابق للمواصفات وللممارسات الهندسية السليمة.

وقد صرح المقاول بأنه سيقوم فقط بصيانة أغطية الريغارات مع الابقاء على شبكة المجارير كما هي حاليا، مع العلم أن المجرور الرئيسي يفيض باستمرار في المنطقة، ولا بد من تقديم دراسة شاملة لواقع شبكة المجارير ومياه الأمطار لتحديد أسباب إنسداد المجارير وتحديد الحل العلمي المطلوب. وسنقوم بتقديم هذه الدراسة الى جهة مختصة للتدقيق فيها.

إن أشغال البنية التحتية يجب أن تتم ضمن رؤية واضحة لايجاد حل مستدام لشبكة الصرف الصحي ومياه الأمطار في المنطقة، وأشغال الأرصفة بالمجمل لا تلتزم بالمواصفات والخرائط والممارسات الهندسية السليمة.

وفي ما يلي بعض التفاصيل: في أساس الاردفة يستعملون الباطون كما هو موصف بمستندات التلزيم. وهم يستعملون الطين وهذا سيؤدي الى عدم ثبات الرديف وسيؤدي الى تخفيس الرصيف مع الوقت.

المنطقة التي يلتقي بها الرصيف بمداخل المحلات غير محمي بالباطون مما سيؤدي الى تخفيس الرصيف والى دخول الماء الى التربة تحت الأبنية مما سيشكل خطرا على أساسات الأبنية كما سبق أوضحنا. مصنعية التبليط لجهة الحل بين البلاط والغلق والاردفة والغلق مع أغطية الريغارات المختلفة ليست جيدة ولا تليق بمشروع الارث الثقافي.

مسطحات البلاط ملساء مما يشكل خطر الانزلاق في حال وجود ماء عليها، كما أن سرود الماء غير كاف. ويوجد فروقات كبيرة بألوان بلاط الرصيف وواجهات الأبنية، وألوان الكلس لا تتناسب مع اللون التاريخي للمنطقة الأثرية.

التلييس كما قالوا لم ينته بعد، ولكن لاحظنا الكثير من الأخطاء المصنعية، لذلك أتمنى أن تستدرك قبل إنتهاء الأشغال.

دهن الشبابيك والمنجور:

إن التعامل مع الشبابيك والمنجور لا يراعي كون الابنية أثرية.

السلامة العامة​:

لا يوجد أي نوع من أنواع مراعاة لشروط الصحة والسلامة العامة".