في لبنان لا تسمى الامور بأسمائها. يدخل فن السياسة في كل شأن، ولن يختلف الأمر في شأن تأليف الحكومة. يعاني رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ من ثقل هذا الملف وتداعياته عليه شخصيا، فلا تأليف الحكومة، وبالتالي تخفيف الحمل عليه، سهلا، ولا ترك الملف والمضي قدما، ممكنا.

لن يكون شهر آب، شهر ولادة الحكومة، رغم كل التفاؤل الذي عمّ الوسط السياسي، فالأمور تتجه لمزيد من التعقيدات بعد اصرار كل طرف على "كسر" الطرف الآخر. لم يرض رئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​ بنيل ​القوات اللبنانية​ حصة 4 وزراء في الحكومة المقبلة، تقول مصادر سياسية مطلعة، مشيرة الى أن باسيل يصر على إعطاء القوات 3 وزراء فقط، من دون نيابة رئاسة الحكومة، من دون وزارة سيادية والجديد اليوم هو من دون وزارة العدل.

تنقل المصادر عن زوار قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بات يتحدث عن حكومة اكثرية وأقلية، مشيرة الى أن محاولات إحراج الحريري من أجل إخراجه باتت كثيرة، ولم يكن آخرها الحديث عن سحب تكليف ​المجلس النيابي​ منه. يدرك الرئيس عون أن الحريري يعاني الحرج داخليا وخارجيا، وان الضغوط التي يعانيها كثيرة مما يمنعه من أداء مهمته، لذلك يتجه عون للحديث عن حكومة أكثرية، لا حكومة وحدة وطنية. وتكشف المصادر ان عون لا يمانع خروج القوات اللبنانية من الحكومة المقبلة، وهو وإن كان متمسكا سابقا بمشاركتهم الا أنه يفضل اليوم خروجهم، او قبولهم بما يعرضه عليهم باسيل من حقائب.

بالمقابل تكشف مصادر مقربة من الفريق الشيعي أن ​حزب الله​ يعارض التوجه نحو حكومة اكثرية، وهو شدد منذ اليوم الاول على مطلب الحكومة الجامعة التي يشارك بها الجميع حسب نتائج ​الانتخابات النيابية​. وتضيف المصادر عبر "النشرة": "ليس من مصلحة حزب الله الوصول الى حكومة أكثرية، حتى وإن كان الهدف تسهيل التواصل مع ​سوريا​". وتكشف المصادر أن المعنيين ب​تشكيل الحكومة​ ألصقوا بحزب الله مواقف سياسية متعددة وهم بالأصل لم يتحدثوا، لا مع الحزب ولا مع ​حركة امل​، بالتفاصيل الحكومية. وتقول: "قالوا بأن حزب الله ضد إعطاء القوات اللبنانية وزارة سيادية، ولكن هذا الأمر لم يحصل كون أحد لم يسأل الحزب عن رأيه، ومن ثم قالوا بأن الحزب ضد إعطاء القوات اللبنانية وزارة العدل وهذا أيضا غير صحيح".

وتتابع المصادر: "لم يُسأل الفريق الشيعي بعد عن تفاصيل تشكيل الحكومة وموقفه منها، لربما هم يعلمون بأن موعد التشكيل لم يحن بعد، ولكن يهم الفريق الشيعي توضيح بعض النقاط الأساسية في هذا الشأن، وأبرزها أن التنازل العددي من قبل حركة امل وحزب الله لن يقابله تنازلا بالحقائب، بل على العكس سيتم التشدد بنوعية الحقائب التي يريد الحصول عليها، وأبرزها لدى حزب الله ​وزارة الصحة​ التي قالوا بأن ثمة فيتو أجنبي عليها، الأمر الذي تنفيه المصادر وتؤكد تحضير الحزب لشخصية بقاعية لاستلامها". وتضيف: "الى جانب حصة الفريق الشيعي أصبح حزب الله مصرا على حصة "نواب المعارضة السنّة"، اذ لن يسمح بتشكيل حكومة تخلو من ممثل لهذا الفريق"، الامر الذي يخالف كل ما حاولوا تسويقه سابقا بأن حزب الله غير مهتم بوزير سني معارض ل​تيار المستقبل​.

مع اقتراب ساعة انتهاء ولاية عمداء كليات ​الجامعة اللبنانية​، يتجه رئيس الجامعة ​فؤاد أيوب​ الى رفض استقالة أي عميد منعا للفراغ في موقع العمادة، كون شهر آب لن يشهد على ولادة الحكومة، وتعيينات العمداء ستؤجل.