يحتفل لبنان اليوم بعيد الجيش في ظل حكومة تصريف الاعمال ومن دون ان تصدق "وعود" الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بأن يكون عيد الجيش بعيدية حكومية. عدم تأليف الحكومة كما اعلن الرئيس الحريري منذ اسبوعين تبين امس وامس الاول انه قائم على جملة معطيات لم تكن مرتكزة الى "ارضية ثابتة" على حد وصف اوساط سياسية بارزة ومتابعة لملف التشكيل.

وتشير الاوساط الى ان اكثر من عبر عن حقيقة الامر هو رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ وهو الذي أكد ان ما يجري من مشاورات يجب ان يشمل كل القوى الاساسية. وتقول الاوساط ان الرئيس بري غمز اكثر من مرة من قناة الرئيس المكلف المعني بالتأليف والذي لم "يكلف" خاطره في الاخذ برأي ومشورة الرئيس بري المعروف عنه انه "حلال العقد" واكثر من يتقن "فن التفاوض" على "البارد والحامي". فالرئيس بري وطيلة الثلاثة اشهر الماضية من عمر التأليف كان يتابع ما يجري ولوح اكثر من مرة بـ"سيف العزل" النيابي اي جلسة "تحميل" المسؤوليات عن تأخير الحكومة.

وتؤكد الاوساط ان خير من قرأ رسائل الرئيس بري في الاستعانة بوساطاته المعهودة كان نائب رئيس المجلس ​ايلي الفرزلي​ والذي تربطه علاقة جيدة بالرئيس بري ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​. وتلمح الاوساط الى ان الفرزلي كان وراء ترتيب زيارة باسيل الى ​عين التينة​ ولقائه الرئيس بري امس. وتشير الاوساط الى ان اللقاء يهدف الى التأكيد على ان صفحة الخلاف بين بري وباسيل طويت الى غير رجعة خلال جلسة انتخاب بري رئيساً لولاية سادسة لمجلس النواب ولتأكيد ان العلاقة جيدة بين العهد ورئاسة المجلس وبين بري والمحيطين بعون ومن بينهم باسيل.

وتشير الاوساط الى ان اللقاء بحث ايضاً في استعانة العهد وباسيل بحنكة بري وعلاقته الطيبة بالحريري والنائب السابق ​وليد جنبلاط​ وبالدكتور ​سمير جعجع​ من اجل تسريع التأليف الذي بات مزعجاً عدم الاسراع فيه لانه يأكل من رصيد العهد ويدفع البلد الثمن على المستويات كافة وخصوصاً المالية والاقتصادية والاجتماعية كما يدفع الرئيس المكلف من رصيده السياسي ولو "كابر" بالامر على حد وصف الاوساط.

وتلفت الاوساط الى ان اللقاء تطرق الى التطورات الراهنة وخصوصاً ملف الحكومة وتم استعراض مكامن "العربسة" والتعقيد في التأليف وامكانية مساهمة الرئيس بري بما يملك من رصيد واحترام عند الجميع من اجل الدفع قدماً في التأليف من دون معرفة سقف الاتصالات التي سيجريها وكيفية دوران "محركات عين التينة" الحكومية.

في المقابل تؤكد اوساط التنمية والتحرير ان اللقاء ايجابي وستظهر مفاعيله قريباً وستبدأ اشارات الحلحلة الحكومية تظهر على امل ان يتجاوب المعنيون مع المساعي الخيرة للرئيس بري. وتشير الاوساط الى لا شيء يمنع من انجاز التأليف سريعاً اذا صفت النيات. وتؤكد الاوساط ان اجواء الرئيس بري امس ما زالت على حالها والتفاؤل الذي اعلن عنه الرئيس الحريري سابقاً لم يتحقق وعليه لا معطيات حكومية تؤكد الانفراج في انتظار بدء مساعي الرئيس بري في اكثر من اتجاه.

من جهتها تؤكد اوساط التيار الوطني الحر ان الرئيس بري "بارومتر" السياسة اللبنانية وهو القادر على حلحة العقد ويمكنه ان يقرب وجهات النظر بحكم موقعه الوطني والدستوري. وتؤكد ان اللقاء ايجابي وتطرق الى ملف الحكومة وعقد التشكيل وكيفية الخروج من دوامة التعطيل والمطالب الغير واقعية للبعض التي نأمل ان تتواضع وان تصبح اكثر عقلانية للخروج من النفق.