لفتت مصادر نيابية لصحيفة "الحياة" إلى أن "زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ لرئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ أتت بعد مساع كثيفة بذلها أصدقاء مشتركون، تربطهم علاقة وثيقة بين الجهتين، وفي مقدمهم، نائب رئيس المجلس ​إيلي الفرزلي​ الذي شارك في اللقاء"، مشيرةً إلى أن "الزيارة طوت الصفحة الماضية، وأن العلاقة الشخصية، بين بري وباسيل، عادت إلى ما كانت عليه قبل ​الانتخابات​".

وأشارت إلى أنه "باستثناء الخلاف في وجهات النظر على بعض الملفات الداخلية، فإن ما يجمع الرجلين وما يمثلان من قوى سياسية وازنة، هو أكبر من هذه الأمور، إذ إن هناك توافقاً على الثوابت الاستراتيجية، ومنها ​المقاومة​ والعلاقة مع سورية، ومقاربة ​ملف النازحين السوريين​ وتسريع عودتهم إلى بلدهم"، مفيدةً بـ"أن باسيل لمس من بري تأكيداً وتجديداً وإصراراً على حرصه على العهد ودعمه له في كل الظروف، وهو ما قدره لبري بقوله: "نحن نعلم يا دولة الرئيس هذا الحرص على العهد ونجاحه، وكنت دائماً واضحاً ومنسجماً مع مواقفك. عدم التصويت لانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية شيء وهذا أصبح من الماضي، وحرصك على نجاح العهد في سبيل المصلحة الوطنية مسألة أخرى، ونقدر ذلك، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي تواجه البلد".

من جهته، أكد مصدر نيابي في "​التيار الوطني الحر​" أن "لقاء بري- باسيل سيبنى عليه، وربما سيؤسس لمرحلة جديد ولتعاون، في العمل التشريعي خصوصاً، وفي الأمور الاستراتيجية عموماً" ووصف اللقاء بـ"أنه أكثر من ممتاز وتم التطرق خلاله إلى ملفات كثيرة، بدءاً بالموضوع الحكومي المتأزم، وتداعياته على الأوضاع الداخلية، وتناول البحث أيضاً ملفات محلية وإقليمية".

وأشارت مصادر نيابية أخرى لـ"الحياة" إلى أن "الملف الحكومي كان الأبرز خلال اللقاء، وأن بري قدم مداخلة مطولة حول ضرورة استعجال تأليف ​الحكومة​، لما للتأخير من انعكاسات سلبية على الشأن الداخلي عموماً والوضع الاقتصادي خصوصاً وضرورة التشاور والتواصل وعقد اللقاءات للتفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من المأزق الذي نعيش جميعاً والذي بدأ يتأثر به ​لبنان​ واللبنانيين، لأن البلد لم يعد يحتمل أي تأجيل في ظل ما يحدث من مستجدات وتطورات متسارعة في المنطقة، ولتلبي أيضاً متطلبات مؤتمر "سيدر" الذي يشترط ​تشكيل الحكومة​ والتزام الإصلاحات ليتم التعجيل في صرف المساعدات المالية التي أقرها»، وقالت المصادر إن الرئيس بري، استمزج رأي باسيل في إمكان لقاء رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، فلم يبد الأخير أي مانع يحول دون اللقاء، مبدياً تفهماً للوضع القائم، وانعكاس تأخير تشكيل الحكومة على البلد ولم يضع باسيل شروطاً لأي لقاء مع الحريري، وآثر عدم المبادرة منذ عودته من ​واشنطن​ إلى الاتصال بالرئيس المكلف، واللقاء به حتى لا يفسر ذلك بأن "التيار الوطني الحر" هو من يعرقل ويضع العقبات أمام تأليف الحكومة. قائلاً: «العقدة ليست عندنا، ودولتك تعرف من هو المعطل. نحن ما شايفين شي جديد يؤكد أن العقد الموجودة في طريقها إلى الحل. أنا ما عندي مشكلة بأي لقاء مع أي كان، يساعد في تسهيل التأليف، لأن إنجاز هذا الاستحقاق هو مطلبنا جميعاً وخصوصاً مطلب فخامة الرئيس، ونعتبره إنجازاً للعهد ونجاحه كما حصل في استحقاقات سابقة".

ولفت المصدر إلى أن "بري لمس من كلام باسيل تبعاً لمجريات الحديث وما سمعه منه أنه لا يمانع من أي لقاء، يعزز هذا المناخ. ما دفعه إلى إيفاد الوزير ​علي حسن خليل​ بعيد اللقاء إلى ​بيت الوسط​، وبمبادرة شخصية لنقل الأجواء الإيجابية إلى الحريري".