أكّد رئيس ​التيار الوطني الحر​، الوزير ​جبران باسيل​، في حديث لصحيفة الجمهورية، ان "بات واضحاً أنّ عقدة ​الحكومة​ تتجاوز الخلاف الداخلي على الأحجام. وتبيّن لنا أن هناك قوى خارجية يهمّها إسقاط نتائج ​الانتخابات النيابية​ التي أعطت الغالبية لفريقنا السياسي. وهي توحي لبعض الذين في الداخل بأن تأتي التركيبة السياسية للحكومة العتيدة مختلفة عن تركيبة المجلس. وهذا ما نعتبره إخلالاً فاضحاً بنتائج الانتخابات ونسفاً لها" مطالباً " رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ بأن يراعي الاعتبارات الوطنية الداخلية فقط، فلا يُنصِت إلى أي شروط يريد بعض القوى الخارجية المعروفة إملاءها على اللبنانيين"، مضيفا ان "إذا كانوا يريدون حكومة وفاق وطني فعليهم أن يدركوا أننا لن نقبل بحكومة وفاق ما لم تكن تركيبتها السياسية متوافقة مع تركيبة المجلس، أي مع إرادة الناس الذين عبّروا عن خياراتهم السياسية في الانتخابات".

وتوجّه باسيل إلى الرئيس المكلّف، قائلاً: "أقول للحريري شدّ حالك وحدّد خياراتك الواضحة من دون تأخير، ونطلب منك أن تكون عادلاً في الصيغ الحكومية التي تطرحها" موضحا ان " لا مشكلة مثلاً، لدينا في الحصة التي يريد الحريري إعطاءها لـ"​القوات​ اللبنانية" في الحكومة، ولكن عليه أن يعطينا ضعف هذه الحصة، ما عدا الحصة المعروفة لرئيس الجمهورية. فكتلة القوات تضم 15 نائباً، ونحن عدد نوابنا هو الضعف، وأكّد ان "نحن أكثر الحريصين على الحريري، وعلاقتنا به بقيت دائماً ممتازة، ولكن عليه أن يتحمّل المسؤولية ويضع حداً للمماطلة في التأليف ويعطي كل ذي حقّ حقّه".

وخاطب باسيل، الحريري بالقول: "أنا لم أتدخل في شؤون أي من الفئات الأخرى، لا الشيعة ولا السنّة ولا الدروز، فأرجو أن لا يتدخل أحد في شؤون التمثيل المسيحي، وليتركونا نتدبّر هذه المسألة في ما بيننا. ولنفترض أننا اختلفنا مع القوات حول تفسيرنا لاتفاق سابق في ما بيننا حول الحصص، فما شأن الآخرين بهذا الاتفاق ليتدخلوا ويدلوا بدلْوِهم؟ وحتى القوى المسيحية الأخرى، التي يَعتقد البعض أنها في حال قطيعة مع التيار، تتواصل معنا. وقد زارني قبل يومين وفد كتائبي، ليس على مستوى القيادة، في مسعى لتحسين العلاقات".

وأضاف ان "الرئيس بري مثلاً أعطى وزارة الأشغال للمردة في الحكومة الحالية (​تصريف الأعمال​)، وقد سألته: هل أنتم في صدد تكرار ذلك في الحكومة العتيدة وإعطاء المردة هذه الوزارة مجدداً، فقال: لا. فقلت له: إذاً، لماذا تقوم القيامة علينا إذا قررنا عدم مراعاة بعض الاعتبارات التي وافقنا عليها في الحكومة السابقة؟ ولماذا يكون طبيعياً كل ما يفعله قادة الطوائف الأخرى ويكون ما نفعله نحن موضع استغراب واستهجان دائماً؟.

وكشف باسيل أن فكرة اللقاء مع بري بدأت بمفاتحة من جانب نائب رئيس المجلس ​إيلي الفرزلي​، فأبديت استعدادي للقاء وكأنّ شيئاً لم يكن. وفعلاً، هذا ما حصل. واللقاء معه لم يتطرق إطلاقاً إلى الإشكالات التي وقعت سابقاً بيننا، وتحدثنا عن الحاضر والمستقبل بكل روح إيجابية ورغبة في التعاون لمواجهة التحديات، ولا سيما منها قضايا ​الاقتصاد​ والنازحين وتحريك العمل التشريعي". واعتبر ان "هذا هو رهان على أن تولد في سلام، أول حكومة للعهد بعد الانتخابات النيابية. وفي المبدأ، يُفترض أن تكون هذه الحكومة هي الأولى والأخيرة. والثابت فيها أنّ الحريري هو الذي سيترأسها، وولادة الحكومة ضرورة لنجاح العهد في مواجهة التحديات، ولا سيما منها الاقتصادية."

وأكّد باسيل ان "الفساد يضرب أينما كان في لبنان. وخصومنا في ال​سياسة​ يطلقون الاتهامات في اتجاهنا أيضاً، ويتعامون عمّا يرتكبونه من مفاسد. ويا للأسف، نحن نعمل ما في وسعنا لشرح وجهة نظرنا، ولكن لا يمكننا دائماً إزالة ترسّبات الاتهامات من أذهان البعض من الرأي العام. لكننا نعد الجميع بأنّ العهد ماضٍ في ​محاربة الفساد​".