تضاعف القلق لدى بعض الدول الاوروبية من التناحر الحاصل بين بعض القوى السياسية لكسب حقيبة إضافية او سيادية او منع منافس سياسي من الحصول على حقيبة لانه لم يحقق أرقاما مرتفعة في ​الانتخابات النيابية​ او نوع جديد من المطالبة السياسية ان عددا من نواب طائفة يريدون حقيبة حتى لو كان المنافس زعيما بالعدد والرقم المرتفع لطائفته .

حملت تقارير ديبلوماسية لسفراء تلك الدول معلومات تفصيلية عن الخلافات وفك التحالفات بين القوى السياسية ال​لبنان​ية وما أنتجته من تراشق إعلامي لا علاقة له بالعمل الديمقراطي . كما ان التباينات في المواقف أدت الى طرح صلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالنسبة ل​تشكيل الحكومة​ . وان هذه الفوضى التي تسببها النزاع حول المحاصصة مستمرة وقد مضى على تكليف الحريري اكثر من 70 يوما . البعض يقول ان الرئيس المكلف لا يزال ضمن المهلة المعقولة والبعض الاخر يقول ان العرقلة مستمرة بفعل تدخلات خارجية . يسارع ​الرئيس ميشال عون​ الى الجزم انه لن يسمح لاي دولة بالتدخل في عملية تأليف الحكومة .

ومما يزيد في الاستغراب الاوروبي ان المتناحرين على الحقائب هم الذين يعرقلون مهمة الحريري ويضعون شروطا عليه في مقدمها اعتماد المعيار الواحد في اختيار الوزراء على قاعدة نسبة حصولهم أصوات انتخابية وهذا مطلب جديد غير ملحوظ في الدستور المنصوص عنها في بند صلاحية الرئيس المكلف ويدعون في نفس الوقت انهم يسهلون مهمة الحريري .

كما انهم لا يأخذون في الاعتبار الازمة الاقتصادية و تداعياتها وتأخير تنفيذ مؤتمر "سيدر" الذي كان قد عقد في باريس منذ أشهر وان اي بند لم ينفذ منه حتى الان ولن ينفذ شرط تأليف الحكومة . و يرمي المؤتمر الى إصلاح ​البنى التحتية​ بمليارات الدولارات من عدد من الدول الاوروبية ومن سواها وستشغٌل 100الف شخص وفقا لتقديرات الرئيس الحريري . واللافت ان الدول الاوروبية أبلغت اكثر من مسؤول اكثر من مرة التداعيات السلبية لتعثر تأليف الحكومة ذلك عبر سفيرة البعثة ​كريستينا لاسن​ واخر التبليغات كان في مقابلتها للرئيس المكلف ​سعد الحريري​ حيث أعربت عن املها في ان تكون الحكومة ​الجديدة​" شاملة ومتوازنة وحكومة وحدة وطنية وان تشمل تمثيلا جيدا للمرأة . وشدّدت على "اهمية العمل مع الحكومة الجديدة لضمان تنفيذ إصلاحات اقتصادية وهيكلية مهمة من شأنها ان تؤدي الى تحسينات حسية وملموسة في الحياة اليومية للمواطن اللبناني ."ولفتت الى ان "تنفيذ الإصلاحات جنبا الى جنب مع خطة الاستثمار الرأسمالي للبنان هو من المتطلبات الاساسية لزيادة الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي ."

هل سيتفّهم رؤساء الكتل ان تناحرهم حول حقيبة او اكثر او اقل يؤخّر انطلاقة ورشة "سيدر" . كذلك سيؤثر على تنفيذ الخطة الروسية لترحيل 890 الف نازح سوري الى ديارهم ؟