دعا رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ​وسائل الاعلام​ الى "ان تلعب دورا بناء في عدم بث اخبار مضلّة تشوه حقيقة الوضع البيئي في ​لبنان​ وتسيء اليه"، معتبرا ان "تعميم الاتهامات عشوائيا من دون تقصّي الحقائق امر غير جائز".

وخلال استقباله وزير ​السياحة​ ​اواديس كيدانيان​ مع وفد من نقابة ​المؤسسات السياحية​ البحرية برئاسة السيد ​جان بيروتي​ وذلك لمناسبة انتخاب مجلس جديد للنقابة، ميّز الرئيس عون بين "دور الاعلام الاساسي في تكريس حرية الرأي وبين دور بعض الوسائل الاعلامية في تكريس حرية الشتيمة والسرقة وغيرها من الموبقات لدى من ينتهك الاعراض والكرامات"، مذّكرا بما قاله دائما من ان "سقف الحرية هو الحقيقة".

من جهته، تحدث الوزير كيدانيان عارضا للحملات الاعلامية التي ركزت على تلوث البحر في لبنان مع بداية موسم الصيف على رغم ان الفحوص المخبرية اظهرت عكس ذلك. ثم تحدث عن الواقع السياحي خلال شهر تموز الماضي حيث بلغ مجموع الوافدين الى لبنان 262.779 مسجلين ارتفاعا بنسبة 6.13% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2017 حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 247.597. وقد بلغ عدد الوافدين العرب 63.706 خلال الشهر نفسه في مقابل 62.205 خلال الفترة نفسها من العام 2017 مع ارتفاع بنسبة 2.41%. وبلغ عدد الوافدين الاوروبيين 100.041 مقابل 94.837 في خلال الفترة نفسها من العام 2017، بارتفاع بنسبة 5.49% عن العام الماضي . وبلغ عدد الوافدين من قارة ​اميركا​ 58.901 بارتفاع بنسبة 9.24%. اما من قارة آسيا فقد بلغ مجموع الوافدين 16.103.

واوضح ان الوافدين العرب شكّلوا نسبة 24.24 % من اجمالي الوافدين الى لبنان خلال شهر تموز الماضي، فيما بلغت نسبة الاوروبيين 38.7% والوافدين من اميركا 22.41%.

ورحب الرئيس عون بكيدانيان ومجلس نقابة المؤسسات السياحية والبحرية مبديا اسفه للحملات الاعلامية التي ركزت على " تلوث" الشاطىء اللبناني، معتبرا ان للاعلام دورا اساسيا في عدم بث ​الاخبار​ المضلّة التي تشوه حقيقة الوضع البيئي في لبنان وتسيء اليه، "فيما المشكلة معروفة ومعروف من يعمل على حلّها"، مشيراً الى انّ "تعميم الاتهام بالمسؤوليات عشوائيا من دون تقصّي الحقائق غير جائز"، داعيا الى "التوعية وتعميم ثقافة انتقاد الخطأ وليس انتقاد ما هو صحيح، وهذا يتطلّب مشاركة الجميع من الأهل و​المدارس​ الى الادارات العامّة".

وتوجه الى البلديات للحفاظ على نظافة الشاطىء الواقع ضمن نطاقها، "وهذا امر يتطلب كذلك توعية حس الانتماء الوطني لدى المواطنين لعدم رمي ​النفايات​ على الشواطىء وفي البحر كما على ضفاف الانهر وفي الطبيعة."

ورأى الرئيس عون انّ المشكلة الاساسية تكمن في النقص في محطات التكرير. "فمنذ عودتي الى لبنان في العام 2005، والكلام يركز على وجوب انشاء هكذا محطات. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم انجاز 3 محطات في ​كسروان​ مع مستلزماتها وصيانتها حتى الآن. وقد ارسلت من اطلع على حقيقة مياه الشاطىء اللبناني، فظهر جليا ان القسم الاكبر منه غير ملوث، لكن هناك اعلاما موجهّاً لضرب ​الاقتصاد​ يثير البلبلة ويُكثر من بث المغالطات."

وقال "ان هناك ارثا ثقيلا حملناه منذ سنوات عدة، ونحن نعمل على معالجته، ونتحمّل مسؤولياتنا وليس مقبولا مثلا ان يريد كل احد وضع نفايات منطقته عند جاره. لقد كنّا من السبّاقين في ​الحكومة​ للمطالبة بتنفيذ برنامج لمعالجة ازمة النفايات ووضعنا هذا البرنامج، لكن لم يتم الالتزام به يومها حيث كنّا اقلية. اليوم وضعنا برنامجا يقوم على لامركزية ادارة ازمة النفايات"، وتساءل: "لماذا كل الاتهام موجّه الينا، ونحن اكثر من يعمل لمعالجة كل هذا الارث بجدية ولمصلحة جميع المواطنين؟ اننا نتحفّظ على الرد كمسؤولين كي تتم معالجة الخلافات، اذا ما وجدت، بهدوء وروية. لكن هناك من يسارع الى اطلاق المواقف المناقضة للحقيقة بهدف تضليل الرأي العام".

وتابع رئيس الجمهورية: "صحيح انّ هناك بعض التأخير قد حصل، لكن هذا لا يعني ان المشاكل الموروثة لا تتم معالجتها، اضافة الى ان التأخير مردّه الى غياب الحس بالمسؤولية لدى بعض من عليهم المسارعة الى اتخاذ القرار، وقد صار همّ هذا البعض عرقلة قرار من يبادر الى الحل".

ورأى الرئيس عون ان الوضع السياحي جيد "لأننا نبني تطلعاتنا على الامن المستتب عندنا وسهر ​الاجهزة الامنية​ للحفاظ عليه، فلا خطر ارهابيا او امنيا يهدّدنا. وكان يمكن ان يكون هذا الوضع افضل فيما لو رفع الحظر عن مجيء بعض الاخوة العرب الى لبنان".