من المؤكّد أن المحادثات التي جرت بالأمس (الثلثاء)بين وزير الخارجية ال​ايران​ي ​محمد جواد ظريف​ ونظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو ستبقى سرّية.

الفريقان لم يدليا بأي تصريح و لن يدليا.

من المرتقب اليوم (الأربعاء) أن يلتقي ري بالرئيس الايراني ​حسن روحاني​. حتماً، لن تُكشف كلّ مسائل المشاورات.

وكالة "فارس" للأنباء ذكرت عن لقاء الطرفين بأنه تناول "العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية في ​الشرق الأوسط​" ماذا عن خفايا علاقة البلدين؟.

أوّلاً : الاتهامات الدولية بشأن التعاون الثنائي بين ايرانو​كوريا الشمالية​ في مجال تطوير الصواريخ والرؤوس النووية، تركزت من جانب الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ وخبراء عسكريين أمميين ومجموعات معارضة إيرانية منتشرة في الخارج تروِّج لوجود تعاون نووي بين البلدين.

الجانب الايراني لم ينفكّ عن نفي الاتهامات.وقد أكد المتحدث باسم ​الخارجية الإيرانية​ ​بهرام قاسمي​ في ايلول من العام المنصرم "ان تلك الاتهامات لا اساس لها من الصحة".

تزامن ذلك حينها مع اختبار ايران لصاروخ سُمِّي "خورمشهر" قادر على حمل عدة رؤوس حربيّة ومداه 2000 كيلومتر. المحلل الأميركي السابق في وكالة ​الاستخبارات الأميركية​، ذكر وفي الشهر عينه خلال جلسة اللجنة المالية امام ​الكونغرس​ ان صواريخ "شهاب" التي عرضتها ايران على انها صناعة محلية "هي بنسبة مئة بالمئة صواريخ كورية شمالية و لكن تم طلاؤها".

ثانياً: ترامب يسحب بلاده من ​الاتفاق النووي​ المتعدّد الأطراف بشأن برنامج ايران النووي ويعقد اتفاقاً مع الزعيم الكوري الشمالي.ايران حذّرت الأخير من الثقة بالرئيس الأميركي.

إن الاستفزازات السياسية والعسكرية المتبادلة بين كوريا الشمالية و​الولايات المتحدة الأميركية​ لم تمنع الأولى من دعمها لإيران، ​سوريا​ و​الحوثيين​.

كوريا الشمالية في الحلف المقاوم للسياسة الأميركية الدوليةالذي يضمّ ايران.

بات مدىهذا الحلف أوسع بعد فرض العقوبات على ايران. لكن ماذا لو اصبح الحلف اقتصادياً؟.

ثالثاً: صناعة الأسلحة المحليةأهمّ مصدر للعملات الصعبة في كوريا الشمالية. عدا بيع الأسلحة الثقيلة، كوريا الشمالية تعرض الشراكة في بناء مصانع الأسلحة سواء على الاراضي الكورية الشمالية او خارجها. هذا ما تم عرضه على ​اثيوبيا​، ​نيجيريا​ و​مدغشقر​.

ماذا لو تمت شراكة التصنيع مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية؟.

إنّ العقوبات الأميركية على كلّ من ايران وكوريا الشماليّة زادت البلدين قوة. لا سيما لجهة تحقّق الاكتفاء الذاتي رغم بعض المصاعب المعيشية الاقتصادية.

بالتالي، إنّ أي شراكة من هذا النوعستكون نتائجها المالية إيجابيّة على البلدين، لا سيما ان رقعة سوق بيع الأسلحة الثقيلة تتسع باتساع الحلف المقاوم.

السؤال الأكبر، ماذا لو تحققت هذه الشراكة على الاراضي السوريّة فكانت ثلاثية غير ثنائية؟.

أكانت كوريا الشمالية تحاول بناء مفاعلات نووية كاملة في سوريا مصممة علىمفاعل ​بيونغ يانغ​ وقصفتها ​اسرائيل​ في العام 2007؟.

اليوم، هل يعود البحث في الشراكة التصنيعية؟!

لا شكّ أنّ انسحاب ترامب المرتقب من الإتفاق مع الزعيم الكوري الشمالي سيكون أوَّل الردود على التعاون الايراني-الكوري الشمالي، "الحلف الأخطر".