نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن أوساط سياسية، اعتبارها أن بيان رئيس ​الحكومة​ المكلف سعد الحريري، الذي أكد فيه أن "الزيارة التي قام بها للخارج كانت محض عائلية ولم يتخللها أي اتصالات او لقاءات مع أي مسؤولين في الخارج"، "ظهّر بما لا لبس فيه أحد خفايا الكباش القاسي في عملية التأليف التي تتصاعد فيها وتيرة التصويب من فريق رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ و"حزب الله" على دورٍ سعودي في تأخير ولادة الحكومة، عبر تَمسُّك الرئيس المكلف بشروط حليفيْه حزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" لجهة حجمهما الوزاري، الذي يَعتبر الحريري أن مراعاته تشكّل حجر الزاوية لتشكيلةٍ متوازنة تُبقي الخيط الفاصل بين ​الدولة اللبنانية​ و"حزب الله" في لحظة الاندفاعة الأميركية على الحزب من ضمن المواجهة مع ​إيران​".

ورأت أن "اتهام ​الرياض​ بالوقوف وراء تأخير تأليف الحكومة هو في سياق الضغط على الرئيس المكلف من باب وضْعه في موقع دفاعي يجعله أكثر قابلية لتقديم التنازلات"، مشيرة الى أن "أسئلة بدأت تُطرح في ​بيروت​ حول إذا كان إقحام ​السعودية​ في هذا الملف يرمي إلى محاولة استدراج تفاوُض إقليمي حول الوضع اللبناني العالق عند أزمة تأليف الحكومة التي انكشف أيضاً أن أحد عناصرها الخفية يتّصل بمستقبل العلاقة مع ​النظام السوري​ الذي يريد فريق عون و"حزب الله" التطبيع المبكّر معه".

وأعربت الأوساط عن خشيتها من "تداعيات سلبية لاستمرار مراوحة أزمة التأليف في الدائرة المقفلة، لا سيما أن عون يستعدّ لمحطات خارجية بدءاً من زيارة ​بروكسيل​ ‏في النصف الأول من أيلول المقبل تلبية لدعوة ​البرلمان الأوروبي​ ليترأس أواخر الشهر نفسه وفد لبنان إلى أعمال الجمعية ‏العمومية للأمم المتحدة، قبل أن يشارك أوائل أكتوبر الثالث في ​القمة الفرنكوفونية​ السابعة‎ في يريفان، وهي محطات ستطلّ على الواقع اللبناني وأزمة النازحين وسط قلقٍ من أي مقارباتٍ قد يعتمدها رئيس الجمهورية لملفات داخلية خلافية".