أقصى ما توصل اليه القادة العرب لمواجهة قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ اعلان ​القدس​ عاصمة ل​اسرائيل​ ونقل سفارتها هو تسمية القمة العربية التي عقدت في المملكة العربية ​السعودية​ "قمة القدس"، وبعد ذلك كثر الكلام عن صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية.

ورأت مصادر دبلوماسية عربية ان الوضع في غزة اليوم يهدّد بانفجار وحرب بين ​حركة حماس​ واسرائيل، في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية للتوصل الى وقف اطلاق النار وانهاء الصدامات بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة.

واشارت المصادر الى انه لو تم التوصل الى وقف اطلاق النار، الا ان استئناف المساعدات الدوليّة لغزة سيتطلب عودة ​السلطة الفلسطينية​ التي طردتها حماس من القطاع سنة ٢٠٠٧، وهذا امر يثير خلافات حيث لا تمانع حماس بعودة السلطة ولكنها تريد الاحتفاظ بسلاحها، وهذا مرفوض من قبل السلطة الفلسطينية، التي ترفع شعار "سلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد".

ولفتت المصادر الى انه لا يحتاج المتتبع للأحداث في غزة الى الكثير من المؤشرات للقول بأن الوضع قاتم فيها، فالقطاع لا يحصل الا على أربع ساعات من الكهرباء يوميا، واقتصاده يقاوم بصعوبة بالغة، وتشير مصادر في ​الامم المتحدة​ الى ان دخل الفرد من سكانا هو اقل من ثلاثة دولارات ونصف، وان اسرائيل تفرض العديد من القيود عليها.

وتشجع العواصم الغربية وبالتحديد واشنطن حسب المصادر مصر لمضاعفة جهودها لإعادة السلطة الفلسطينية الى غزة، باعتبار أنه العنوان الشرعي للمساعدات الكبيرة على امل ان يؤدي ذلك الى تغيير الديناميكية السياسية، وان عودة عباس، على رأس قوافل المساعدات، قد يحقق نجاحا في الدعوة الى نزع السلاح.

لكن المصادر نفسها تشكك بقدرة رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر ٨٣ عاما، ولديه جميع الاسباب التي تجعله يشكك في استعداد حماس لنزع سلاحها.

وتعتقد المصادر ان واشنطن ستحثّ ​جامعة الدول العربية​ ودول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والأردن على إصدار بيان واضح، يعلن ان أسلحة حماس غير شرعية، وهذا من شأنه ان يوضح ان القادة العرب لن يعملوا على اضفاء الشرعية على حماس المسلّحة بصورة دائمة، وذلك تماشيا مع السياسة التي دفعت جامعة الدول العربية الى تصنيف حزب الله "ارهابيا" عام ٢٠١٦، وقد يكون للإدانة العربية الصريحة لحركة حماس صدى أوسع بكثير من الشجب الاميركي، كما انها ستعزل الدول التي تدعمها.

واكدت المصادر ان مثل هذه الطروحات لن تلقى تجاوبا عربيا أو فلسطينيا ما دامت واشنطن لن تقدّم شيئا ملموسا أقلّه الاعتراف بدولة فلسطينية ليست على شاكلة صفقة العصر، اضافة الى ان الفلسطينيين في الضفة الغربية وبعض المسؤولين الفلسطينيين يميلون الى مواصلة الكفاح المسلّح، طالما انهم لن يحصلوا على اي مكتسبات تؤمن لهم دولتهم وحقوقهم، مع الاشارة الى ان الدعم الايراني لحركة حماس يجعلها أقوى من توجه بعض الدول العربية الى وقف الحرب ضد اسرائيل. وهذا يؤكد ان طهران أصبحت جزءا مهما في اي تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل.