اعلن عضو تكتل "​لبنان القوي​" ​سليم عون​ أن ​التيار الوطني الحر​ يريد حكومة وحدة وطنية لا حكومة اكثرية، معتبرا ان الوضع الحكومي لم يتغير منذ اليوم الاول لبدء المفاوضات ما يعني وجود شبهات غريبة تمنع تشكيل الحكومة، مشيرا الى أن ملفّ ​النازحين السوريين​ وجد طريقه نحو الحل على الرغم من رفض بعض الاطراف في الداخل لحله.

تحليل العرقلة يقودنا للخارج

عون وفي حديث لـ"النشرة" اعتبر ان الغريب هو غياب شعورنا بوجود محاولات جدية لحل أزمة تشكيل الحكومة، فالأمور تجري بطريقة بطيئة رغم عدم وجود أسباب حقيقية تستوجب كل هذا التأخير. وتساءل، "عن تفسير هذا البطء في حال لم تكن هناك بعض الأسبابالأخرى هي بطبيعتها خارجية، وهنا يُفتح الباب أمام الاجتهاد والتحليل حول الجهات الخارجية التي تعيق التشكيل او على الأقل لا تساهم بحلحلة العقد.

وشدّد عون على رفض التيار الوطني الحر للتدخلات الخارجية المباشرة بالوضع الداخلي اللبناني، الا أنها تبقى موجودة عندما تجد اطرافا داخلية مجتمعة حول مطالب حكومية مبالغ فيها وهي قلّما تلتقي على أمور داخلية موحدة.

وردا على ما قاله رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ من ​عين التينة​ عن عدم وجود تدخلات خارجية، قال عون: "عندما تعرّض الحريري للحادثة الشهيرة في ​السعودية​ قال بأن شيئا لم يحصل، واليوم ربما يفعل نفس الامر اذ لا يستطيع أن يقول لنا بأن ثمة ضغوطا خارجية تقف في وجهه".

واضاف: "لا يوجد أي استنتاج واضح لما يحصل، ولكن أيضا لا يوجد سوى احتمال واحد له وهو ضرب العهد والاتفاق اللبناني الذي قاد لانتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسا"، مشيرا الى أن الحادثة التي تعرض لها الحريري بالسعودية تأتي في نفس السياق، وهي دليل على رفض البعض للتسوية السياسيّة ووصول عون الى ​قصر بعبدا​، فهل يمكن لنا السؤال ما اذا كان هؤلاء قد بدّلوا أهدافهم بعد فشلهم الأول، ام أنهم وجدوا طرقا اخرى لمحاربة العهد"؟.

حكومة وحدة او لا حكومة

عون اعلن أن التيار الوطني الحر وصل الى قناعة مفادها "إما الوصول الى حكومة وحدة وطنية او لا حكومة"، مشيرا الى أن لا بديل عن هذين الخيارين. وقال: "لا أحد يريد حكومة أكثرية رغم أن المنطق يقول بأنه اذا تعذر تشكيل حكومة نشكل أخرى بمن حضر، الا اننا وجدنا بعد تجاربنا أن التوجه نحو حكومة أكثريّة سيواجه بأمور تُبعدنا عن أساس الموضوع كالطائفية".

واشار الى ان لبنان يعاني من ثغرات دستورية عديدة، الامر الذي يحتاج الى معالجة حكيمة. واضاف: "لا يمكن لنا فتح ملف معالجتها اليوم لاننا سنتهم بالعرقلة وافتعال المزيد من الازمات، علما أن هذا الأمر بحاجة الى اتفاق الجميع، على أن يُطرح الملف في زمن السلم السياسي في لبنان.

لبنان والخارج

ورأى عضو تكتل "لبنان القوي" ان اتفاق المتنازعين الكبيرين عالميا لم يرضِ البعض في الداخل، فوجدنا أن هؤلاء لديهم الاستعداد لتحمل عبء ملف النازحين لأجل مصالح خارجيّة لا تتلاقى مع المصلحة الوطنية. واضاف: " قسم من الخارج ما زال رافضا للتحولات الجديدة، وهذا الرفض ينعكس في لبنان اذ يحاول عبر امتلاكه لنسبة من الورقة اللبنانية إيجاد مكان له ضمن المعادلة، وتحسين بعض الشروط التي تفيده، وللأسف هناك بعض اللبنانيين الذين يعملون بعكس مصلحة بلدهم في ملف النازحين، خصوصا واننا "لا نريد ان نكون ضمن حسابات غير لبنانية والمصلحة اللبنانية اليوم هي في تشكيل حكومة وحدة وعودة النازحين الى بلادهم".