أكّد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، خلال استقباله وفدًا من اللبنانيين المنتشرين في ​فرنسا​ و​أوروبا​، "الحرص على إخراج لبنان من الأزمة الإقتصادية الراهنة وتوفير فرص عمل جديدة، تمكّن الشباب اللبناني المنتشر من العودة إلى ربوع الوطن والبقاء فيه"،

وفي مستهل اللقاء، لفت وائل طويلة، إلى "أنّنا أتينا من كافّة أصقاع أوروبا لكي نجدّد ثباتنا في العمل لأنجاح عهدكم. هذا الثبات واضح برهاناته ونتائجه منذ عام 1988، عندما شكّك كثيرون. أمّا نحن فآمنّا وها أنتم اليوم في سدّة الرئاسة، ولم يستطع العالم أخذ توقيعكم"، مركزًّا على "أنّنا نحن المنتشرون اللبنانيون، فخورون بانتمائنا وبهويتنا اللبنانية. ويهمّنا ان نحيطكم علمًا، أنّنا وانسجامًا مع سياستكم وتحرّككم، قد باشرنا اجتماعات مع أحزاب وهيئات سياسية أوروبية، دعمًا لخطّتكم المتعلّقة بعودة النازحين إلى سوريا".

بعد ذلك، أشار ممثّل أوروبا في المجلس الوطني فادي الشيخ، إلى أنّ "وفدنا هذه السنة يضمّ ممثّلين عن أغلبية البلدان الأوروبية الّتي يتواجد فيها "التيار الوطني الحر"، وتمتاز زيارتنا إليكم بأنّها تأتي بعد أوّل انتخابات نيابية يشارك فيها الإغتراب اللبناني، تسجيلًا واقتراعًا. وقد أتت نتائجها خير دليل على دعم المقترعين في الخارج للعهد، على رغم الصعوبات الّتي رافقت هذه التجربة الأولى"، مبيّنًا أنّ "التاريخ سيسّجل أنّ عهد الرئيس عون أعاد إحياء صوت المغتربين، ومتّن الأوصال بين لبنان واحد أهمّ نقاط قوته الا وهو الإنتشار اللبناني في كافّة أقطار العالم".

ونوّه إلى "أنّنا نشهد حربًا ضروسًا على العهد، تارة بالإقتصاد والبيانات المالية وطورًا بمحاولات الفلتان، ويوميًّا بال​سياسة​. ونحن نقول للمعرقلين الجدد والقدامى ولداعميهم ماديًّا ومعنويًّا وإقليميًّا: وفّروا جهودكم وأموالكم وطاقاتكم، فبين العماد وشعبه عهد قوي، ابدي، سرمدي لا ينكسر".

وردّ الرئيس عون، موضحًا "أنّني من موقعي الشخصي سعيد، كما هو لبنان عمومًا وأهلكم سعداء بعودتكم إلى ربوع الوطن ولا سيما الشباب منكم الّذين يهاجرون بنسبة كبيرة بسبب المصائب الّتي حلّت بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية العالمية الّتي أثّرت سلبًا على لبنان"، لافتًا إلى أنّ "هذه الظروف معطوفة على السياسة غير الرشيدة الّتي اتّبعت سابقًا، أضعفت اقتصاد لبنان وهو ما جعلنا نوليه الإهتمام لإخراجه من الازمة الراهنة، وخلق فرص عمل تتيح لكم البقاء في ربوع الوطن".

وأعاد التأكيد على أنّ "انتشار اللبنانيين في دول العالم جعله يستحقّ إسم الوطن الكوني، في ظلّ نجاح العدد الكبير من اللبنانيين أو المتحدرين من أصل لبناني في العديد من دول الانتشار وتبوئهم المناصب إن في أميركا اللاتينية أو جنوب إفريقيا على سبيل المثال لا الحصر"، مشيرًا إلى "نجاح المؤتمرات الإغترابية الّتي نظّمها لبنان في تشكيل ملتقى مهما بين اللبنانيين، واتاحتها تنظيم الجاليات اللبنانية ما سمح باعادة جمع ابنائها كي لا يخسروا ثقافتهم وحضارتهم التي هي من اعرق حضارات العالم".

وتوجّه الرئيس عون للوفد بالقول: "أنتم تحملون إرثًا كبيرًا جعلكم تعيشون في كلّ بلدان العالم وتتأقلمون أينما حللتم، وقدرة على إتقان اللغات المختلفة كما مواطني الدول انفسهم"، متمنيًا للوفد النجاح في كلّ ما يقوم به.

من جهة ثانية، استقبل الرئيس عون، النائب والوزير السابق محمد الصفدي وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة والتطوّرات السياسية الراهنة ولاسيما مسار تشكيل الحكومة. كما تطرق البحث إلى مواضيع إنمائية تهمّ منطقة الشمال عمومًا وطرابلس خصوصًا.

واستقبل أيضًا، ممثل الطائفة الاشورية في البرلمان الإيراني ورئيس الاتحاد الاشوري العالمي النائب يوناتن بت كليا، في حضور القائم بالأعمال الإيراني في بيروت أحمد حسيني، وعرض معه لأوضاع الطائفة الاشورية في إيران، بخاصة وفي العالم عمومًا، ولاسيما الأوضاع المأساوية الّتي مرّ بها الاشوريون بعد دخول تنظيم "داعش" إلى العراق وسوريا والهجرة القسرية الّتي تسبّبت بالجرائم الّتي ارتكبت في البلدين.

وحمّل الرئيس عون النائب بت كليا، تحياته إلى أبناء الطائفة الاشورية، مؤكّدًا "الإهتمام الّذي يوليه بمسيحيّي المشرق، ومرحّبًا بانعقاد المؤتمر العالمي الاشوري في بيروت خلال شهر أيلول المقبل".

إلى ذلك، استقبل سفيرة لبنان لدى بولندا رينا شربل، لمناسبة التحاقها بمركز عملها، حيث تمنّى لها التوفيق وزوّدها بتوجياته

كذلك استقبل الرئيس عون مندوبة لبنان لدى منظمة "الأونيسكو" السفيرة سحر بعاصيري، الّتي عرضت معه لعمل البعثة اللبنانية والتحضيرات الجارية للقمة الفرانكوفونية في أرمينيا مطلع تشرين الأول المقبل.