أكد رئيس اساقفة ​الفرزل​ وزحلة و​البقاع​ للروم الملكيين الكاثوليك ​المطران عصام يوحنا درويش​ احتفال البطريرك ​يوسف العبسي​ بصلاة الباركليسي في كاتدرائية ​سيدة النجاة​ في زحلة أنه "مرة جديدة يسرنا جدا أن نرحب بغبطة السيد البطريرك جوزف العبسي الكلي الطوبى، و يشرفنا أيضا أن نستقبل جميع أعضاء المجلس الكاثوليكي الأعلى من المناطق ال​لبنان​ية كافة، وبخاصة نائب رئيس المجلس معالي الوزير ​ميشال فرعون​ والأمين العام للمجلس سعادة المدير العام ​لويس لحود​ الذي أشرف على تحضير هذا اللقاء، ونحن نشكره على تفانيه ومحبته وحسن حكمته في إدارة شؤون المجلس الأعلى".

وأشار المطران درويش الى أنه "تجتمعون ولأول مرة تحت حماية سيدة النجاة شفيعة الأبرشية، ربما البعض لا يعرف بأن هذه الأبرشية هي من أقدم أبرشياتنا الملكية فقد تأسست في القرن الخامس بعدما انفصلت عن أبرشية ​بعلبك​. ومع القديس بردانوس الأسقف الأول على الأبرشية استمر تواصل الأساقفة فيها حتى عام 1724 حيث تولى عليها المطران المخلصي أفتيموس فاضل، تلميذ المطران أفتيموس ​الصيفي​"، مشدداً على انه "لمطارنة الأبرشية دور وطني بارز، وتاريخُها يشهدُ على العديد من المواقف التاريخية، فقد جاهدوا وصمدوا مع رعاياهم وتحملوا معهم كل أنواع الاضطهادات. أذكر منهم اليوم المطران كيرلس مغبغب الذي أصبح فيما بعد بطريركا للطائفة، فكان عرابَ دولة لبنان الكبير، فاوض الفرنسيين عام 1919 في فرساي على استقلال لبنان وضم زحلة والبقاع إلى لبنان الكبير".

وأكد المطران درويش أن "هويتَنا واضحة جدا، نحن أغنياء بتراثنا الليترجي ولاهوتنا الشرقي ولنا إرث روحي كبير مكننا من الحفاظ على مشرقيتنا وعلى شراكتنا مع الكنيسة الأم، نحن أغنياء بانفتاحنا وكنا السباقين في الحركة الوحدوية في أواخر القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر ومازالنا نجاهد ونقدم المبادرة تلو الأخرى من أجل وحدة الكنيسة. نحن أغنياء بعملنا الإنساني والاجتماعي، وكنيستنا كانت السباقة في تقاسم خيراتها مع الفقراء والمحتاجين، وضعتْ كل امكانياتها لخدمة الإنسان. وكنا دوما منفتحين على العالم وهمومه ودعاةً للمساهمة في حل المشاكل نحن أغنياء بانفتاحنا على ​العالم الإسلامي​ ولنا تاريخ طويل في الحوار، فالانفتاح صارَ جزءا منا ورغم شركتنا مع الغرب بقينا موالين للحكم العربي. نحن نؤمن بأن ​المسيحية​ والإسلام هما قيمتان أساسيتان في عالمنا العربي وهما مدعوتان إلى العمل من أجل الإنسان".

وشدد على أنه "يجب أن تبقى كنيستُنا خلية حية من خلايا الكنائس المشرقية تُعمقُ جذورَها وتراثَها وثقافتَها ورسالتَها، والمهم أن نتمتع بالشجاعة لنكون ملكيين، أي أن نكون أنفسنا، ففي تميزنا والمحافظة على هويتنا، يمكننا أن نساهم بفعالية في تطوير مجتمعنا الكبير. ومن خلال كوننا ما نحن عليه نحتفظ فقط بوجودنا وكياننا".

ورأى المطران درويش أن "طائفتنا الملكية تحتاج اليوم إلى تعبئة الإنتلجنسيا وتفعيلِها، وإلى إحياء الثقة في المستقبل، وتضافرِ الجهود وإنماءِ التعاون بين أبناء الطائفة للمحافظة على موقعٍ ريادي على الصعيد الوطني والكنسي والاجتماعي"، مشيراً الى "أننا اليوم نقف إلى جانب غبطة بطريركنا يوسف العبسي ومعكم أنتم أعضاء المجلس الأعلى في مطالبة دولتنا اللبنانية بإنصاف طائفتنا الوفية للوطن وذاتِ التاريخٍ الناصع في العيش المشترك، وإعطائِها ما تستحقُ وما يحفظُ كرامةَ أبنائها سواءَ في الوزارات أو الإدارات أو المرافق العامة. نأمل أن تُبصر الوزارة النورَ قريبا لتستقيم أمور الناس وتنتظم الحياة العامة."