ليست هي المرة الاولى التي تتعرض فيها ​ايران​ الى عقوبات مالية واقتصادية والى "غضب" اميركي من "حاكم" ​واشنطن​ ​دونالد ترامب​ وليست هي المرة الاولى التي يهول فيها على ​حزب الله​ ولبنان ويلوح بسيف "العزل" والعقوبات الاقتصادية والمالية والسياسية. وتنقل اوساط سياسية بارزة في ​8 آذار​ اجواء عن تشاور حثيث بين حزب الله وحلفائه جرى خلال الساعات الماضية حيث اطلع حزب الله على اجواء لقائي عين التينة بين الرئيسين ​نبيه بري​ و​سعد الحريري​ وبين الاخير والوزير ​جبران باسيل​ في ​بيت الوسط​. ووفق الاوساط ان من اللافت انه لم تكد تمر ساعات على اللقائين واللذين ترجما حراك حكومي ايجابي حتى صدرت تسريبات منسوبة للاميركيين نقلتها اوساط سياسية مقربة من الاميركيين والسعوديين الى بيت الوسط وبعبدا بالـ"الواسطة" وبشكل غير مباشر للرئيس ميشال عون ان الاميركيين يضعون "فيتو" على تولي حزب الله حقيبة الصحة وان وجود حزبي من حزب الله يتعارض مع العقوبات الاميركية والاوروبية على حزب الله ويخرقها ويعرض مؤتمر "سيدر" للخطر.

ووفق الاوساط نفسها تلقى حزب الله هذه المعلومات وبدأ التدقيق في مصدرها ليبني على الشيء مقتضاه لكن في مجمل الاحوال هذا الكلام وتوقيت صدوره عن الاميركيين معناه ان لا حكومة في الامد القريب وان الاميركيين يعطون مبررات لفريق ​السعودية​ في لبنان الحريري والدكتور ​سمير جعجع​ ومعهم الحليف ​وليد جنبلاط​ فرصة للاسترسال في التعطيل ولمد افق التأجيل الحكومي حتى يتمكن السعوديون من تحقيق ولو انجاز "يتيم" في المنطقة يفاوضون عليه في سوريا ولبنان والعراق واليمن ولا يبدو هذا الامر قابلاً للتحقق. وتقول الاوساط ان هذا الكلام الاميركي الخطير من شأنه ان يكبل الحريري فيما لو "سُمح" له اصلاً بالتشكيل ان يخطو خطوة ايجابية نحو حزب الله كما يضع خطوط حمراء امام الرئيس عون و​التيار الوطني الحر​ وباسيل واللذان لا يرغبان بصدام مع اميركا والمجتمع الدولي على خلفية العلاقات الودية مع سوريا وايران وحزب الله.

وهذا الكلام الاميركي سيقابله حزب الله ايضاً بمزيد من الصلابة والتشدد وعدم الاذعان لاملاءات اميركا كما كان منذ تأسيسه في العام 1982 وهذا الامر سيرد عليه بالرفض والتمسك بتوزير حزبيين وبتولي حزب الله وعبر الوزير ​محمد فنيش​ حقيبة الصحة فليس حزب الله من يخضع لاميركا واسرائيل مع حرصه الكبير على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والتسريع بتشكيل الحكومة لكن سيادة لبنان ورفض الاملاءات الاميركية والسعودية خط احمر ممنوع على احد في لبنان القبول به.

وتذكر الاوساط بالكلام الذي تردد في الايام الاولى لتكليف الحريري تأليف الحكومة بغالبية نيابية مريحة حيث تردد ان ضغوط اميركية تمارس على الحريري وعون ولبنان بعدم القبول بتوزير حزب الله بحزبيين والذهاب نحو حكومة اختصاص او تكنوقراط وتمثيل الشيعة بمستقلين!

فكان الجواب من حارة حريك مرة اخرى ان لا حكومة من دون حزب الله ولا تمثيل لحزب الله الا بحزبيين ونقطة على السطر.

لهذه الاسباب يرى حزب الله ان ما يُسرب من كلام اميركي هدفه العرقلة ومنع التشكيل واعطاء وقت للسعودية وفريقها بينما يسجل للقاءات التي تجري بين المقار الرسمية انها ايجابية وتدفع في اتجاه تشاور واخذ ورد في ملف الحكومة الذي يبدو وفق الاوساط لم ينضج بعد وان الامور تنتظر لقاءات الحريري بالاشتراكي والقوات في الساعات المقبلة وعليه ورغم ايجابيات اللقاءات وتكريس بري كمرجعية حكومية بين المستقبل والتيار والقوات والاشتراكي الا ان لا صيغة حكومية جاهزة ومقبولة من الجميع من شأنها ان تزف اعلان ولادة الحكومة قريباً.