أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​نواف الموسوي​ إلى أنّ "ما نحن عليه من أمن وسلام واستقرار وعزة وكرامة، إنّما كان بفضل دماء شهدائنا وتضحيات أهاليهم، فبهذه الدماء الزكية، استطعنا أن نحرّر أرضنا الّتي كانت محتلة، وتمكّنا من حماية بلدنا من أن يكون مستباحًا من العدو الصهيوني"، مبيّنًا أنّه "مرّ 12 عامًا منذ العدوان الصهيوني الأخير على ​لبنان​، وفي ظلّ الظروف الّتي كانت في المنطقة لا سميا العدوان على ​سوريا​ وما أصابها، كان يمكن أن يكون لبنان عرضة لعدوان صهيوني أعنف بكثير من الّذي شهدناه في عام 2006، ولكن النصر الّذي تحقّق بفعل التضحيات خلال عام 2006، وبسبب تراكم القدرات والخبرات ولا سيما هذا الإستعداد للشهادة الّذي بدا أمام العالم جميعاً أنّنا لا يمكن أن ننفني مهما كان حجم التضحيات الّتي نقدمها، ولولا ذلك لكان بلدنا عرضة لعدوان جديد".

ولفت خلال الإحتفال التكريمي الّذي أقامه "​حزب الله​" في الذكرى السنوية لشهداء "الوعد الصادق والدفاع المقدس" في محلّة المساكن، إلى "أنّنا حين نحيي هذه الذكرى اليوم، فإنّنا نعلن انّنا بشهدائنا لا سيما في الدفاع المقدس، تمكّنا من أن نكتب لهذا البلد مستقبلًا مستقرًّا. ولو أنّنا لا سمح الله لم نكن على قدر التحدي، وسيطرت ​المجموعات التكفيرية​ على سوريا، لما بقي لبنان، ولكان أصبح في خبر كان، ولكان أهله بجميع طوائفهم بين مهجر ونازح أو ذبيح وأسير وسبية تباع في سوق النخاسة على ما رأيناه في سوريا و​العراق​".

وركّز الموسوي على "أنّنا بهؤلاء الشهداء الّذين نحيي ذكراهم اليوم نقول لأنفسنا وللجميع، إنّنا نحن الّذين لم نبخل بتقديم التضحيات من أجل أهلنا، لن نبخل في أي مجال عن القيام بما يلزم من أجل الحفاظ على كرامتهم وعزّتهم وسلامتهم وأمنهم"، منوّهًا إلى "أننا لسنا في سباق ولا في تنافس مع أحد، ولا نريد أن نباهي أحد، بل إن أقصى ما نسعى إليه، هو أن نتمكّن من إيفاء أهل ​المقاومة​ وشعبها ومجتمعها بالبعض القليل من الحدّ الأدنى من حقوقهم علينا، ولذلك نحن نحمل قضايا هذه المنطقة والمدينة وهذه القرى في هذا القضاء، إلى الوزارات والإدارات والمؤسسات والجهات المحلية والأجنبية من أجل أن نحصل على هذه الحقوق حتى في حدها الأدنى".

وأكّد "أنّنا نضع يدنا بيد كلّ من يسعى إلى أن يحافظ الإنسان على مستواه اللائق وعيشه الكريم، فنحن نسعى لتعزيز ​المستشفيات الحكومية​ في المنطقة لكي لا يحتاج أي مريض إلى أن يكسب ود من هذا أو ذاك ليحصل على دوائه، وإلى تعزيز التعليم الرسمي والمرحلة الجامعية لكي يبقى الطالب من أبنائنا قادرًا على تحصيل علومه من دون أن يكون ثقلًا مرهقًا يكاد يقسم ظهر أبيه أو عائلته"، موضحًا "أنّنا كذلك نسعى إلى توفير الحاجات الأساسية، لأنّه لا يمكن أن يكون مقبولًا أنّ هذا الشعب الّذي قدّم هذه الدماء والأجساد الطاهرة، أن يبقى مضطرًّا أن يعيش في ظروف قاسية ومعاناة نعرفها، لأنّنا نعيش معه وبينه كما يعيش هو. ومن هنا كانت دعوتنا الجميع إلى أن نعمل كتفًا إلى كتف من أجل استعادة حقوق هذه المنطقة، لا سيما على الصعيدين الإنمائي والتنموي".

وبيّن الموسوي "أنّنا سعينا دائمًا إلى إيجاد المشاريع الّتي من شأنها أن تحسّن نمط الحياة ونوعها، ولا زلنا نسعى في هذا الاتجاه، ولذلك من حمل السلاح دفاعًا عن وطنه وشعبه وأهله، لا يمكن إلّا أن يعمل من أجل بناء دولة المؤسسات والقانون في لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "من هنا كان من الطبيعي أن نكون في موقع الدفاع عن خزينة هذا البلد وإدارته من أن تمتد إليهما أيدي ​الفساد​ الّتي كما نعرف استشرت حتّى بلغت حالًا لا يمكن أن تكون مقبولة فيه، فقد أصبح بلدنا في الدرجة 162 من استشراء الفساد في العالم، وهذه درجة لا تليق بنا. فنحن الّذين نقدّم الدماء الطاهرة من أجل حماية بلدنا، لا نقبل أن يقترن الإسم الزكي لعوائل الشهداء من أسماء الفاسدين الّذين ينهبون من خيرات هذا البلد، ولا نقبل أن تعطى هذه السمة لهذا المجتمع الفاضل والمضحي والكريم والسخي".

وكشف "أنّنا سنعمل مع إخواننا في "​حركة أمل​" ومع النواب في المجلس النيابي من أجل إيجاد الأطر القانونية لحلّ المشاكل الّتي يعاني منها المواطن اللبناني، وسنسعى بصورة أولية إلى تعزيز الهيئات الرقابية لكي تكون كلّ صفقة تعقدها ​الدولة اللبنانية​ تحت إشراف هيئة رقابية"، مركزًّا على "أنّنا نريد أن نعمل من خلال هذا المجلس الّذي انتخبوه أهلنا، وأمّن نوعًا من التوازن بين ​الكتل النيابية​، على استعادة الدور الرقابي للمجلس النيابي على السلطة التنفيذية، وبالتالي يجب أن يكون للنائب هيبته في تعامله مع جهات السلطة التنفيذية ومفاصلها، لأنّنا نحن من يراقب عمل السلطة التنفيذية، ولا يمكن أن نكون أسرى لخدمات يجب أن تقوم بها السلطة التنفيذية دون منّة منها على أحد، لأنّ هذا واجبها".

وشدّد الموسوي من جهة ثانية، على "أنّنا ونحن نستذكر الدماء، لا يمكن أن تذهب من بالنا صورة المجزرة الّتي فاقت في جريمتها المجازر الّتي يرتكبها الصهاينة بحقّ شعوبنا العربية، فنتذكر المجزرة الّتي ارتكبتها قوات "​آل سعود​" ضدّ أطفال ​اليمن​، عبر غارات طائراتهم الحاقدة على باص مدرسي للأطفال، فذهب ضحيته العشرات من الأطفال الشهداء والجرحى".

ونوّه إلى "أنّنا الّذين لا نسكت على ظلم، والّذين خبِروا معنى المجازر والجرائم التي ارتكبها الصهاينة بحقّنا، لا نستطيع إلّا أن ندين بقوّة وبشدّة السلوك الإجرامي العدواني الّذي يقوم به "آل سعود" ضدّ الشعب اليمني وأطفاله، ولكنّنا لا نكتفي بالإدانة للسلوك السعودي الإجرامي، بل نحمل مسؤولية هذه الجريمة للإدارة الأميركية التي تقدم دعماً مفتوحاً للعدوان السعودي على اليمن، ونحمّل أيضاً الحكومات الأوروبية المسؤولية عن هذه الجريمة، لا سيما الحكومات التي تمد ​السعودية​ بأدوات القتل وفي الطليعة ​بريطانيا​ التي هي شريك كامل في الجرائم التي ترتكب في اليمن".

وسأل الموسوي "أما آن الأوان أن يشعر من لديه حسّ إنساني بأنّه ينبغي وبصورة عاجلة إقفال المجزرة الّتي افتتحها منذ أكثر من عامين ولي العهد السعودي ​محمد بن سلمان​ على اليمن العزيز والأبي والشهم والكريم؟"، مشيرًا إلى أنّه "إذا كان هناك من أحد في لبنان يريد أن يتحدّث عن وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني، فعليه أن يخجل عن صمته على الجرائم الّتي ترتكب بحقّ اليمن، فنحن لا يمكن أن ننسى أنه في عام 2006 عندما كان معظم حكومات العرب وأنظمة العرب تصفنا بأنّنا مغامرون، وتتفرج على مقتلتنا، كان الشعب اليمني ينزل بأسره في ​صنعاء​ وغيرها ليعلن عن وقوفه إلى جانبنا اللبنانيين"، مشدّدًا على أنّ "أقلّ الوفاء منّا نحن اللبنانيين أن نقف إلى جانب اليمنيين الّذين يُذبحون بأشرس ممّا فعل الصهاينة، وعليه فإنّنا نقولها وبكلّ مسؤولية، إنّ الإجرام السعودي فاق بأضعاف الإجرام الصهيوني، وانّ الوحشية السعودية تجاوزت بعشرات المرّات الوحشية الصهيونية".