لفت عضو ​اللقاء الديمقراطي​ النائب ​اكرم شهيب​ في كلمة القاها في محاضرة في عاليه من تنظيم القوات الى أنه "خلال الحرب أدرك رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مبكرا ان كلفة أي تسوية تبقى أقل من كلفة الحرب الباهظة وأن خلاص الوطن والحفاظ على صيغته الفريدة لا يكون إلا بالخروج من متاريس الطوائف إلى رحاب العيش المشترك وعلى قاعدة الإعتدال واحترام خصوصية الآخر وكذلك منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب أدركنا أن المصالحة تصنع وفاقا داخليا بين اللبنانيين، وتنتج أمنا واستقرارا، وتعيد بناء المؤسسات الدستورية، وتحفز الاقتصاد وتحسن الأوضاع المعيشية والاجتماعية لجميع اللبنانيين فكانت الدعوة لعودة المهجرين إلى قراهم..وأصبحت أولويتنا القصوى هي لخدمة كل أبناء الجبل، و لتعزيز المصالحات التي اصبحت ثقافة عيش وممارسة يومية في جميع قرى وبلدات الجبل".

واضاف: "في الذكرى الـ 17 للمصالحة نستعيد اليوم، بعضا من الكلمات التاريخية التي أعلنها الطيب الذكر غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هذا الكبير من بلادي، الذي قال "واذا كان هناك من لم تبلغ إليهم نعمة المصالحة، فاننا نأمل ان ينعموا بها، لتعم الفرحة جميع القلوب وتغمر جميع النفوس"، مشيرا الى أن "وليد جنبلاط "المؤمن بوحدة الجبل وعيشه الواحد وتعدديته قال، يومها في لقاء ​المختارة​، مع المصالحة نفتح صفحة جديدة في العلاقات من أجل وحدة لبنان وعيشه المشترك، ومن أجل إستكمال مسيرة العودة بكل أبعادها، من أجل المشاركة في القضايا الوطنية المصيرية في أدق المراحل، كما حدث أيام سلفكم الكبير البطريرك المعوشي عام 1958 وبعدها، وكما حدث أيام الطائف، وكم عانيتم على المستوى الشخصي من أجل وحدة لبنان واستمراره وتثبيت بعده العربي".

ولفت إلى زيارة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ إلى المختارة في العام 2010، حيث قال: "لقاؤنا ليس لقاء مصالحة لأن المصالحة بدأت منذ زمن، ولا هو لقاء مصارحة لأن المصارحة تمت، بل هو لقاء إقامة السلام في منطقة الجبل، ونحن في بداية مرحلة جديدة من حياتنا الوطنية، ستؤسس لقرون من السلام لأننا أدركنا عبثية الحروب وان المدفع لا يبني الأوطان".

كما ذكر ما قاله الرئيس عون في دير القمر "إحياء للذاكرة الجماعية، وتنقية للضمير ندعو المواطنين في الجبل وكل المناطق اللبنانية، إلى أن يقيموا في كل قرية وبلدة نصبا تذكاريا يحمل أسماء شهدائها، كل شهدائها أينما سقطوا، وكيفما سقطوا لزيارة هذه النصب، وللصلاة لراحة نفوس شهدائهم فيصلون من أجلهم، ويستغفرونهم ويعاهدونهم على عدم العودة إلى العنف في ما بينهم"، مشددا على انه "وبالأمس اختصر رئيس الحزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ أهمية المصالحة التاريخية بقوله "​مصالحة الجبل​ أعمق من كل الترهات".

واضاف: "لنسأل أين نحن اليوم من هذا الوصف التاريخي، والتشديد على وحدة الجبل وتحصينه من الخطاب الذي انتهجه البعض قبل ​الانتخابات​ الأخيرة في بعض قرى الجبل والذي وصل مؤخرا إلى حد التطاول على حرمة الشهادة والشهداء"، مضيفا: "إذا كان هذا الخطاب دافعه انتخابي شعبوي فالذي أوصلنا إليه هو القانون الإنتخابي الذي أسميناه "قانون الخنجر" الذي لا يتوانى فيه الأخ عن طعن أخيه به ولذك أيضا أسميناه قانون "اغدر بأخيك". وللتذكير كنا أول من رحب باتفاق "أوعا خيك" حرصا على الجبل والمصالحة ومصلحة كل لبنان والذي أصيب أيضا بشظايا هذا القانون. وطالما أن هذا القانون أقر، ولأنه من سمات هذا البلد الإيجابية، التنوع والتعدد وحرية القول والمعتقد، فاننا دائما نؤكد أن الاختلاف السياسي يجب أن يبقى ضمن أطاره السياسي الديموقراطي الذي يضع مصلحة البلد ووحدته وعيشه الواحد فوق كل الإعتبارات ولا يتعداها".

وتابع: "وللمناسبة نذكر، أن الاستدعاءات بحق بعض الناشطين على صفحات التواصل هو طعن للحريات العامة ميزة لبنان بهذا الشرق. فهذا البلد لا يحكم بالغلبة، بل بالتوافق والعبرة دائما لمن يعتبر"، مضيفا: "وطالما أن هناك رؤى سياسية مختلفة استعرض معكم بعض المحطات:الحرب اللبنانية كانت صراعا بين أفرقاء كل منهم يدافع عن لبنان من وجهة نظره وكان التدخل الخارجي هو الصاعق الذي فجر تلك الحرب التي أعاقت تطورنا وتقدمنا ودمرت حجرنا وبشرنا. وقضت على الكثير من قياداتنا الوطنية من ​كمال جنبلاط​ إلى ​رفيق الحريري​، إلى رفاقه في "​ثورة الأرز​"، ودفع سمير جعجع الثمن من حريته وحل حزبه وملاحقة لكوادره وأنصاره، فتحول جعجع إلى حليف خفي ومخفي في زنزانته في تلك المرحلة".

وقال: "كان شباب "القوات" و"​الكتائب​" و"​التيار الوطني الحر​" و"الوطنيين الأحرار" يستظلون شباب الحزب "التقدمي الإشتراكي" احتماء من بطش النظام الأمني السوري - اللبناني المشترك في ذلك الوقت، ما استدعى اللجوء إلى النضال السري في مواجهته. وكانت القوات اللبنانية في طليعة هذا النضال الذي رفده موقف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير و"نداء المطارنة" وموقف وليد جنبلاط في المجلس النيابي في العام 2000 والذين طالبوا بإعادة تموضع ​الجيش السوري​ وفق اتفاق الطائف" فحلل دم وليد جنبلاط ، وأهدر دم مروان حمادة ودفع رمزي عيراني حياته ثمنا للرؤية الصلبة لقاعدة الشراكة الوطنية. ثم انفجر دم رفيق الحريري ورفاقه في ثورة الارز في وجه قاتليهم وأخرِج الجيش السوري بشكل كامل من لبنان"، مضيفا: "لذلك قلنا ونكرر أن المصالحة هي أساس حرية لبنان وسيادته واستقلاله، وبأن هذه المصالحة راسخة وتشكل خطا أحمر في مسيرتنا السياسية التي لم ولن تبنى على مقعد نيابي بالزائد أو بالناقص ولا على منصب وزاري أو كتلة نيابية "غب الطلب".

وتابع: "ما يقال عن تطويق العهد، فان النغمة التي بدأنا نسمعها في أثناء المفاوضات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، أعانه الله، لتشكيل الحكومة العتيدة التي قال رئيس الجمهورية أنها ستكون حكومة عهده الأولى، تتضمن إيحاءات ومزاعم لا تمت إلى الحقيقة بصلة وهي ليست موجودة إلا في خيال من يطلقها، وهي محاصرة العهد وتطويقة".

وأكد "ان السعي إلى تفعيل عمل المؤسسات وتعزيز دور الدولة لا يكون بالشعارات والمزايدات والمطالب التعجيزية والتعطيلية بل بالممارسة الجدية والفعلية التي تصب في خانة انتشال المؤسسات وتفعيل دورها، ليستقيم عمل الدولة. وهنا، لا بد لي من التذكير بالكلام المسؤول الذي أطلقة وليد جنبلاط أثناء استقباله الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، بأن الاستمرار في هذا "العي" السياسي واستخدام لغة الاستقواء والالغاء والتدخل في ما ليس من شأنهم، وعدم النظر في التطورات الخطيرة التي تحيط بنا في المنطقة، قد يوصل في نهاية الأمر إلى احتمال إلغاء دولة لبنان الكبير والعودة إلى سوريا لعل التحذير الآن قد ينفع وإلا فلن ينفع الندم".