لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه قداس عيد انتقال ​السيدة العذراء​، الى أن "انتقال ​مريم العذراء​ بنفسها وجسدها إلى السّماء عقيدة إيمانيّة أعلنها المكرَّم ​البابا​ بيوس الثاني عشر في أوّل تشرين الثاني 1950، بقوله: "إنّ العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، ومن كلّ دنس خطيئة شخصيّة، عندما أنهت مسيرتها في ​الحياة​ الأرضيّة، نُقلت إلى المجد السّماوي بجسدها ونفسها، وتوّجها الربّ ملكة الكون، لكي تكون أكثر شبهًا بابنها، سيّد السّادة، المنتصر على الخطيئة والموت"، مشيرا الى أن "انتقالها مشاركة فريدة بقيامة ابنها، واستباق لقيامة جميع المؤمنين".

وأوضح أن "عقيدة الانتقال ترتكز على رموز عنها في الكتاب المقدّس بعهده القديم"، لافتا الى أن "حدث سرّ انتقال مريم إلى مجد السّماء لا يقتصر على أمّنا مريم العذراء، ببعديه الروحي واللّاهوتي، بل يختصّ بكلّ إنسان. فهو دعوة "للانتقال" من عتيق عاداتنا وأهوائنا ونظرتنا ورأينا وموقفنا، إلى الجديد في نمط حياتنا؛ و"للانتقال" من عتيق حالة الخطيئة إلى جديد حالة النعمة. هذا "الانتقال" الروحي والخلقي ضرورة لكلّ إنسان لكي يهيّئ انتقاله إلى عالم الله في مساء الحياة. وهو ضرورة لكلّ مسؤول في العائلة والكنيسة والدولة".

ودعا الراعي "المسؤولين السياسيّين عندنا الى أن ينتقلوا من مصالحهم الخاصّة إلى المصلحة العامّة، مصلحة الشّعب، ومن الارتباط أو الولاء لهذه أو تلك من البلدان، إلى الولاء ل​لبنان​ وسيادته وكرامته وحياده الإيجابي وعلاقاته البنّاءة مع كلّ الدول. عندئذٍ تتألّف ​الحكومة​ سريعًا وتباشر بإجراء الإصلاحات في الهيكليّات والقطاعات الحيويّة، والنهوض ب​الاقتصاد​ والشّؤون الإجتماعيّة، وترتيب شؤون المواطنين. وهكذا يحافظ لبنان على رسالة العيش معًا أديانًا وثقافات وحضارات، ويبقى عنصر سلام في المنطقة".