أكد القائم بأعمال السفارة الفرنسية أرنو بيشو، في كلمة له خلال إقامة رئيس أساقفة ​بيروت​ المطران بولس مطر مأدبة غداء تكريما للقائم بأعمال له و لوأركان السفارة، بعد القداس الذي أقيم في ​كنيسة السيدة​ في الكرسي الأبرشي ​الصيفي​ في بلدة ​عين سعادة​ المتنية، على نية ​فرنسا​ "أنني أود أن أثني بشكل خاص على تحسن الوضع الأمني في ​لبنان​. هذه النتيجة لا يمكن إلا أن تنال إعجاب بلدي، الذي سيبقى شريكا أساسيا للبنان. على المستوى السياسي، أود أن أحيي إعادة إنشاء المؤسسات".

ولفت بيشو الى أنه "يتميز لبنان باستقراره، لا سيما في المنطقة، ويمكنه أن يعتز بصلابة مؤسساته وترسيخ ثقافة الديمقراطية بين سكانه. لقد أتت التعبئة الفرنسية الاستثنائية لصالح لبنان خلال العام الماضي، تأكيدا على وفاء فرنسا المستمر للصداقة التاريخية، التي تربطها بلبنان ولوقوفها الدائم إلى جانبه، لمساعدته على التغلب على الصعوبات كما على الاستفادة من الهدوء على أفضل وجه".

وأمل أن "يتم تشكيل حكومة تجسد الوحدة الوطنية بسرعة، تكون قادرة على العمل بفعالية، لأن المواطنين اللبنانيين، من خلال الذهاب إلى صناديق الاقتراع، أعربوا عن تطلعاتهم القوية للاصلاح، ولأن ​تشكيل الحكومة​ ضروري لتحصين لبنان ضد التداعيات المزعزعة للاستقرار في بيئة إقليمية متقلبة، ولأننا، أخيرا، مثل باقي الشركاء في لبنان، نحتاج إلى محاورين للعمل معهم على ترجمة الإعلانات، التي قمنا بها أثناء مؤتمرات روما و​باريس​ و​بروكسل​ على أرض الواقع".

وشدد بيشو على أنه "يشكل تعليم ​الشباب​ أهم المواضيع، حيث أن العلاقة الاستثنائية بين فرنسا ولبنان منذ القرن السادس عشر كانت ثقافية قبل كل شيء. إنها ​المدارس​ التي نسجت روابط صداقتنا الدائمة. إنها اللغة الفرنسية التي احتفظت بها لمدة خمسمئة عام. نشارككم اقتناعكم بأنه من خلال تعليم أفراد مستنيرين سنبني فرنسا الغد ولبنان الغد. ولبنان، كما قالت الشاعرة ناديا التويني، يجب أن يبقى "في الشرق آخر ملجأ حيث يمكن للمرء أن يرتدي النور". ولهذا السبب أعلن رئيس الجمهورية الفرنسية أنه سيضع هذه القضايا في قلب زيارته المرتقبة إلى لبنان، لا سيما من خلال التوقيع على خارطة طريق للفرانكفونية. ونأمل أن يكون لبنان البلد الرائد لطموحنا المشترك".