عبّر النائب في تكتل "​لبنان​ القوي" ​شامل روكز​ عن أسفه لاستمرار الفرقاء السياسيين بتقاذف التهم والمسؤوليات بموضوع تشكيل الحكومة، معتبرا ان المعطيات الراهنة توحي بأن لا ارادة وقناعة بوجوب الاسراع بعملية التأليف، رغم تدهور الأوضاع على المستويات كافة وبخاصة اقتصاديا واجتماعيا وارتفاع نسبة البطالة.

روكز وفي حديث لـ"النشرة" أشارالى أنه حتى الساعة ليس هناك ما يوحي بحلحلة على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، لافتا الى ان "كل فريق يصر على مواقفه، أما الأسوأ في كل ما يحصل هو اعطاء الملف بُعدا خارجيا من خلال اصرار البعض على ربطه بمواضيع وقضايا خارجية، وهذا لا يصب في مصلحة أحد على الاطلاق". وقال:"نتمنى أن تبقى العقد داخلية ولا ندخل في متاهة العقد الخارجية".

وشدد روكز على وجوب عدم اطلاق مواقف بسقوف عالية في هذه المرحلة ما يُعقد عملية التشكيل، داعيا للتعاطي بواقعية مع الأمور خاصة بملف العلاقة مع ​الدولة السورية​. واعتبر ان فتح هذا الملف في هذا التوقيت بالذات لم يكن موفقا باعتباره يزيد الأمور تعقيدا، لافتا الى اننا لسنا بصدد تطبيع العلاقات لأن العلاقات قائمة أصلا وهناك تبادل دبلوماسي بين البلدين من خلال السفراء، وقال:"هناك واقع يتوجب ان نتعاطى معه بما يخدم المصلحة اللبنانية العليا، فالنظام في ​سوريا​ بسط سيطرته شبه الكاملة على الأرض وعلى الحدود، وبالتالي من غير المحبّذ من قبل بعض اللبنانيين اطلاق مواقف عالية النبرة قد يكون من الصعب الرجوع عنها".

ودعا روكز الى "خلق فسحات من التعاون والتلاقي"، معتبرا أن "هناك ملفات سنكون مضطرين لاتخاذ مواقف منها سواء اليوم أو في مرحلة صياغة البيان الوزاري ولا مجال للهروب منها، سواء ملف العلاقة مع سوريا او علاقات لبنان الخارجية او ملف ​الاستراتيجية الدفاعية​ وغيرها من القضايا، معتبرا ان الأهم الا نطرح هذه القضايا لنختلف عليها بل كي نسعى للتفاهم عليها".

وردا على سؤال، اعتبر روكز أنه صحيح ان حكومات الوحدة الوطنية أثبتت فشلها في السنوات الماضية، لكن لا مجال اليوم الا للسير بحكومة موسعة تضم الجميع، باعتبار اننا في ظل أحزاب مذهبية طائفية وبالتالي فاستثناء اي منها من المشاركة في الحكومة سيعني استبعادا لطائفة او مذهب ما يوصلنا الى الموضوع الميثاقي. وأضاف:"المطلوب اعادة دراسة قانون الأحزاب والنظام السياسي، لأن أي تغيير حقيقي ينطلق من هنا".

ونبه روكز من أنه اذا كان هناك من يحاول التمادي بمطالبه وشروطه بالملف الحكومي ظنا انه بذلك يضغط على العهد، فهو مخطىء تماما، وقال:"لايراهننأحدبالضغطعلىالرئيسميشال عونللحصولعلىتنازلاتبالملفالحكومي، فنفسه طويل جدا، وهكذا ألاعيب لا تنفع معه". واعتبر ان "الاسراع بالتشكيل يخدم العهد، لكن العكس غير صحيح، لذلك ليس من مصلحة أحد اللعب على عصب الرئيس والعهد بل من مصلحة الجميع أن يشاركوا بانجاح هذا العهد، على أن يبدأ ذلك بالرضوخ لنتائج الانتخابات كمعيار أساسي لتشكيل الحكومة".

وتطرق روكز لموضوع ​النفايات​، فأشار الى الكثير من الحلول البيئيّة التي يتم التداول بها ومنها الفرز والتفكك الحراري، مشددا على ان "الاهم في اي طرح هو الشروط والضمانات، وبخاصة في موضوع التفكك الحراري المعتمد في كثير من دول العالم حيث نظام العقوبات صارم في حال تسجيل أي مخالفة". وأضاف:"أنا لست ملتزما بطرح معين وغير معارض بالمطلق لطرح آخر، نحن نسعى لأفضل حلّ ممكن مع تأييدنا للامركزيّة، والأهم ان يتم تأمين الضمانات الصحية والبيئيّة المطلوبة وفق المعايير العالميّة".