ذكرت أوساط تيار "المستقبل" لـ"الجمهورية" أنها "اعترضت على أداء رئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل الأحادي في ملف عودة النازحين من البوابة الروسية، ضارباً عرض الحائط بالأصول الحكومية التراتبية"، مؤكدة ان "ملف التفاوض الروسي اللبناني يجب أن يبقى بيد ​رئاسة الحكومة​، وهي من تقرر مبدأ التفاوض وهي فقط تعيّن ممثّليها، الّا انّ باسيل يصرّ ككل مرة على التفرّد والمبادرة باسم الحكومة اللبنانية، من دون تكليف منها، للسفر والتفاوض وعقد اللقاءات من دون الرجوع الى الرئاسة الثالثة".

وشككت الأوساط بـ"ثبات ​التسوية الرئاسية​ بين رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ والعهد، والتي يَتّضح انها تتهاوى يوماً بعد يوم".

كما اعتبر أن "مبادرة باسيل إذا ثبت أنها غير منسّقة مع رئيس الحكومة، هي تسرّعٌ غير مدروس لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها العلاقة بين ​تيار المستقبل​ والعهد، خصوصاً باسيل الذي تشهد العلاقة بينه وبين الحريري تأزّماً تصاعدياً لم تساعد مبادرات باسيل ولا تصاريحه بتذليله، بل بالعكس فقد زادته"، منوهةً الى أن "الجفاء بين الرجلين لم يبدأ فقط بتحذير باسيل الرئيس المكلف من انّ صبر اللبنانيين بدأ ينفد، وبأنّ المهلة المعطاة له ل​تشكيل الحكومة​ بدأت تنتهي بل باستعانة وزير الخارجية أيضاً بالنائب ​أمل أبو زيد​ مستشاره للشؤون الروسية، لإتمام ترتيبات زيارة باسيل الى ​موسكو​ ومواعيده هناك، من بينها لقاء وزير خارجيتها بوغدانوف".

ونفت "علمها بتنسيق مسبق بين الحريري وباسيل"، واستغربت "تصرّف باسيل وإصراره دائماً على مقاربة الملفات الحساسة باستقلالية ومن دون الرجوع الى المرجعية المخوّلة دستوريّاً بقرار التفاوض أو الفصل، فيُسارع باسيل الى اتخاذ المبادرات السياسية غير المدروسة والتي يغلب عليها طابع التحدي واللامبالاة".

كما لفتت الى ان "باسيل لا يبدو متّعظاً من تصرفاته الماضية، الأمر الذي يدعو الى التساؤل اذا كان باسيل معنيّاً فعلاً أو مهتمّاً بضرورة ديمومة التسوية الحريرية مع العهد".

وأوضحت أن "ما يدل على غياب اي تنسيق مسبق بين الحريري وباسيل قبل زيارة الاخير موسكو، هو أن الحريري استعجل مستشاره وممثله جورج شعبان لزيارة وزير خارجية موسكو واستطلاع آخر المستجدات بشأن ملف عودة النازحين وتشكيل اللجان المتفق عليها بين روسيا ولبنان، الأمر الذي يشير الى عاملين، إحتمال عدم تنسيق حريري - باسيلي والّا لماذا لم ينتظر شعبان وصول وزير الخارجية المتوقّع غداً للتشاور ومن ثم لقاء بوغدانوف سوياً، ومسارعة الحريري للقاء بوغدانوف بواسطة ممثله مُستبقاً وصول باسيل، وذلك للقول إنّ البوابة الروسية لنا، أمّا البوابة السورية فلن نَلجها ونتركها لكم".